ولد الزعيم السياسي محمد نورالدين توفيق بمدينةحلفا عام 1894وتعلم بها وعمل بالبنك الأهلي المصري من العام 1925 إلى 1947م . . من دعاة الوحدة مع مصر و هو من مؤسسي مؤتمر الخريجين في أربعينات القرن الماضي و كان نائبا لرئيس حزب الأشقاء و عارض الجمعية التأسيسية و سجن بكوبر...
محمد نور الدين عليه الرحمة يذكر الناس اسمه مقترنا بالنزاهة وطهارة اليد وهو في هذا مضرب المثل فقد صار هناك قولا اشبه بالمأثورات الشعبية عندما يكون الحيث عن نزاهة الزعماء وعفتهم فيقولون : لقد خرج محمد نور الدين الى مثواه الأخير من احد منازل الاسكان الشعبي بالخرطوم بحري , نعم وهذه حقيقة يحفظها تاريخ السودان . هذا الزعيم الكبير الذي تولى ارفع المناصب في المجال الاقتصادي وهو مجال البنوك والذي اصبح وكيلا لواحد مناكبر البنوك في السودان وهو البنك الاهلي المصري والذي تولي المناصب الرفيعة لم يكن يملك في سنواته الأخيرة غير معاشه القليل . كان يمكن لمحمد نور الدين أن يكون من أغنياء السودان وكان يمكن أن يقتني القصور والضياع ولكنه اكتفى بحب الشعب وثقة الشعب وتقدير الشعب الذي لايزال يحيط باسمه فيذكره الناس مقرونا بكل معاني العفة والترفع عن المكاسب الشخصية . . ومن المواقف التاريخية للزعيم الراحل محمد نور الدين ذلك الموقف الذي تحفظه له له سجلات التاريخ وسجلات حكومة السودان فعندما أصبح محمد نور الدين وزير للأشغال في أول حكومة وطنية ازداد عدد زواره منزله الحكومي من انصاره وأهله في الشمال وللضرورة اسرع ببناء حجرة جديدة في المنزل الحكومي خصصها لمبيت الضيوف وعندما ارسل إلى وزارة المالية يطالب دفع تكلفة بناء الحجرة لوزراة الأشغال التي هو وزيرها كتب وكيل وزارة المالية توصيته معترضا على دفع التكلفة وحمل التوصية الى وزير المالية المرحوم حماد توفيق زميل محمد نرو الدين في الحزب ومثيله في السلوك والتعفف فوافق حماد توفيق على توصية الوكيل وأمر بان يتحمل محمد نور الدين دفع اقامة تلك الحجرة من ماله الخاص ولم يتبرم الزعيم محمد نور الدين بل كتب لوكيل المالية مقترحا أن يتم خصم المبلغ على أقساط من مرتبه كوزير ولكن الوكيل رفض الاقتراح على اعتبار ان منصب الوزير يمكن أن يخرج منه محمد نور الدين لاي سبب من الأسباب فما كان من الرجل الكبير إلى وأن كتب عددا من الشيكات بقيمة الآقساط تخصم شهريا من معاشه . . هذه القصة ليست خيالا ولكنها قصة حقيقية تحفظها سجلات وأوراق حكومة السودان لتقف شاهدة على عظمة الزعيم الكبير محمد نور الدين ولتكون درسا لمن أراد ان يتعلم معاني الوطنية والطهارة