د@فاروق محمد كوده

align=justify[
الدكتور فاروق محمد كدودة –
ولد بعبري عام 1937م. درس
المرحلة الأولية متنقلا بين
عبري ودلقو ، والمتوسطة
في حلفا الأهلية بمدينة
وادي حلفا )القديمة(،
والثانوية في خور طقت
بالأبيض مع أول دفعة من
طلاب حلفا في مدرسة
خورطقت. وبعدها التحق
بكلية القانون بجامعة
الخرطوم. وفي السنة
الثانية أصبح عضواً بلجنة
الإتحاد وسرعان ما اصبح
رئيساً للإتحاد وهو بالسنة
الثالثة. ولكنه لم يكمل
دراسته بالجامعة ... ففي
نهاية السنة الثالثة
بالكلية ونتيجة لنشاطه
السياسي وعمله بالإتحاد تم
فصله من الجامعة ، وصدر أمر
بإعتقاله، وكان ذلك في
فترة الرئيس عبود عام
)1962( فعاش متخفيا لمدة
عام ونصف. وبعدها سافر
والتحق بجامعة موسكو حيث
نال الماجستير في الاقتصاد
الدولي).عاد للسودان عام
1969م والتحق بوزارة
التخطيط وعمل بها بين عامي
)1969 – 1971م( وبلغ نائب
وكيل. عقب أحداث يوليو 71
)انقلاب هاشم العطا( تم
فصله من العمل سياسيا
واعتقل بسجن كوبر وقضى
بالاعتقال عاماً ونصف العام.
رفع دعوى قضائية ضد
فصله من الوزارة. وقبل
الفصل في القضية صدر
قرار آخر باعتقاله فغادر
البلاد سرا عن طريق القاهرة
إلى الإتحاد السوفيتي مرة
ثانية لدراسة الدكتوراة.
عقب حصوله على الدكتوراه
في الاقتصاد الدولي عام
1980م عاد للسودان وعمل
استاذاً بجامعة جوبا فعميدا
لكلية الاقتصاد بالجامعة.
كما عمل محاضرا باقتصاد
جامعة الخرطوم. ومع مجيئ
حكومة الإنقاذ تم فصله من
جامعة جوبا ولكنه عاد إليها
بقرار من المحكمة وبعدها
استقال من جامعة جوبا.
اشترك مع البروفسير محمد
عمر بشير والبروفسير عبد
الرحمن ابو زيد وآخرين في
تأسيس جامعة ام درمان
الأهلية )1984( وأصبح منسقاً
لكلية الإقتصاد والعلوم
الإدارية وعميدها لعشر
سنوات ، إستقال بعدها من
عمادة الكلية وأصبح
بروفسيراً للإقتصاد بدون
أعباء إدارية.
كان عضوا نشطا باللجنة
المركزية للحزب الشيوعي
السوداني الذي رشحه عقب
الانتفاضة في دوائر
الخريجين مع المناضلة سعاد
أحمد إبراهيم بالعاصمة ولكن
لم يحالفهما التوفيق. في
السنوات الأخيرة أصبح
متحدثا رسميا للحزب
الشيوعي السوداني وكانت
له مواقف مشهودة ولا سيما
في نقده للميزانية
السنوية للحكومة
ولسياسات الحكومة. وقد
عاش طوال حياته ملاحقا من
قبل أجهزة الأمن )وضيفا
كثير التردد على نزلها(
وكانت داره مزارا دائما لزوار
الليل ومعرضة للتفتيش
المتكرر.
تزوج اللدكتور فاروق
بالدكتورة أسماء السني وهي
من الخندق بمنطقة دنقلا.
والدكتورة أسماء شغلت
وظيفة أخصائية الأمراض
الصدرية ومدير فرع الدرن
القومي. وقد تم اختيارها
رئيسا للاتحاد الدولي
لأمراض الرئة كأول امرأة تحوز
على هذا المنصب في العالم
وكأول شخص من دول العالم
الثالث. وقد رزق الدكتور
فاروق والدكتورة أسماء
بابنتين هما غادة وهي تحمل
درجة الدكتورة فى هندسة
الكمبيوتر والثانية ساندرا
تدرس الطب.
ينتمي الدكتور فاروق إلى
عائلة كدودة الشهيرة بقرية
تبج جنوبي عبري. والده هو
القاضي محمد محمد كدودة الذي
درس وتخرج من الأزهر الشريف
وهو من أوائل القضاة
بالسودان في فترة الحكم
الثنائي الإنجليزي المصري
بالسودان وعمل بمناطق
كثيرة بالسودان منها منطقة
تلودي التي أنجب بها إبنه
عبد الرحيم الشهير بتلودي.
كما عمل بالمنطقة النوبية
وعاصر القاضي عثمان محجوب
والقاضي حسين والد عبد
الودود حسين وغيرهم.
القاضي كدودة تزوج أولا
سعيدة محمد عبد الرحمن
)فقير عبده( وأنجب عبد
الرحيم كدودة )تلودي( الشاعر
والمراسل الصحفي للصحف
السودانية وشقيقته فاطمة
الكبيرة.
القاضي كدودة تزوج أيضا
شريفة أحمد خيري شقيقة
الأستاذ عبد الرحمن خيري
وأنجب الدكتور محمد نور كدودة
والدكتور محمد الهادي كدودة
ومحمد التجاني ومحمد الأمير
وزهرة. كما تزوج سكينة طه
شريف من جزيرة صاي وأنجب
الدكتور فاروق كدودة ومبارك
وفاطمة الصغيرة زوجة
الأستاذ محمد عبد المجيد عبد
الرحمن سوار.
بعد صراع مرير مع المرض
انتقل دكتور فاروق إلى
الرفيق الأعلى في اليوم
السادس والعشرين من
ديسمبر عام 2007م. ونعته كل
الأوساط في السودان لما كان
يتمتع به من علاقات طيبة
مع كل الأطراف على اختلاف
مشاربهم واتجاهاتهم
السياسية فأكتسب حب
الجميع واحترامهم.
رحم الله الراحل فاروق كدودة
بقدر تضحياته الجسام
وبقدر ما قدمه لوطنه
الصغير والكبير من عمل
جليل ستذكره الأجيال بكل
الفخر ويسطره التاريخ
بأحرف من نور.