توفيق صالح جبريل (1897 – 1966) – فارس الشعر القديم وابو الوطنية السودانية
ولد في جزيرة مقاصر النوبية إقليم دنقلا في 29 سبتمبر 1897 وجده جبريل من الشلال بمصر وأصله كنزي وانتقل إلي السودان في أيام الاحتلال التركي.
جزيرة مقاصر النوبية
تعد جزيرة (مقاصر) من اعرق الجزر النوبية بالسودان اذ تقع شمالي مدينة دنقلا بالولاية الشمالية على بعد 6 كيلومترات وتتبع إداريا لمحلية شرق النيل وتمتد قبالة قرى مراغة وكابتود وجرادة غربا والسليم شرقا على مساحة طولية تقدر بحوالي 13 كيلومترا وعرض 3 كيلومتر.
تلقى تعليمه في خلوة (كتّاب) أبيه ،هذه الخلوة كانت ملحقة بالسرايا وفي هذه الخلوة تعلم توفيق وشقيقاه علي وأبراهيم وأختاه كلثوم وفاطمة ثم التحق بمدرسة العرفاء (المعلمين) بكلية غردون التذكارية، فتخرج معلمًا (1916). ثم التحق بمدرسة المآمير بكلية غردون (1923) فتخرج فيها نائب مأمور. عمل معلمًا في مدينة الأبيض بغربي السودان، ثم التحق بوظيفته في مدينة الدامر بشمالي السودان، ثم عمل نائب مأمور في السلك الإداري فكان عداؤه للإنجليز سبباً في طرده من الخدمة عام 1951 . اتخذ من بيته بأم درمان منتدى أدبيًا، وكان يرسل منه شعره وينسبه إلى «الدهليز» الذي يعتكف فيه في منزله (السرايا)
السرايا او قلعة صالح جبريل :
نشأ السيد/ توفيق في منزل عرف بالسرايا أو قلعة صالح جبريل ولا يزال قائمآ وهو أول منزل في أم درمان يبني بالطوب الأحمر وعلي هذا الطراز، وقد أحضر الطوب من سنار بالمراكب والمنزل يقدر بآلاف الأمتار وأمامه دكاكين كانت مشهورة لإزدحامها بالبضائع وكل الخيرات عرفت بدكاكين صالح جبريل وأمام الدكاكين سبيل صالح جبريل بسقيفة جميلة وماء نمير لعابري السبيل. السقيفة قد إنهارت والجرار تعاني من الجفاف. ولم نستطع كعادتنا أن نحافظ علي ما تركه لنا الرجال. والأغنية يا بدور القلعة وجوهرها تشير للسرايا.
علي الرغم من هذه النشأة المترفة إلا أن السيد / توفيق كان متواضعآ وبسيطآ جدآ يحب كل الناس ويؤمن بالعدالة الإجتماعية ويدعو إليها ويدافع عن البسطاء والمسحوقين. فكان بسيطآ في طعامه وملبسه وطريقة حياته، أكلته المفضلة "القراصة والتركين" أو القراصة بدمعة الدجاج ولم أري توفيق مرتديآ أي شيئ سوي الجلباب البسيط وإن كانسعيد الذي رافقه وخدمه جزء كبير من حياته ولا يزال يتمتع بصحة جيدة يقول بأن توفيقكان يرتدي البنطلون وصوره الفوتوغرافية في العشرينات تظهره كشاب في منتهي الشياكةبملابسه الأوروبية وهنالك صورة لتوفيق قبل أن يبلغ السابعة من عمره وهذا شيئ نادرفي ذلك العصر.
الإنتاج الشعري:
لقد أعطانا السيد / توفيق 383 قصيدة منشورة في ديوانه من أربعة أجزاء (أفق وشفق) الذي حققهالدكتور محمد أبراهيم أبو سليم ومحمد صالح حسن كما أعطانا تأريخآ حافلآ بالنضالوالوطنية
السيدتوفيق هو أبو الوطنية السودانية بلا منازع ولم نعطه نحن شيئآ سوي لوحة صدئة في جدارداره يغطي جزء منها الطلاء الأصفر "ساحة الشاعر توفيق صالح جبريل" حتي هذه اللوحةالبائسة وجد أصدقاء ومحبي توفيق كثيرآ من العناء قبل تثبيتها. فالسلطة وتوفيق ضدانلا يلتقيان.