الشاعر النوبي محمد الدين صالح

أن أعيد نشر المقالة
التي كتبها الأستاذ
صلاح حسن رشيد
بعنوان "الحنين وحب
الوطن في شعر محي
الدين صالح" والتي
تفضل بنشرها في
مجلة "الحرس الوطني"
السعودية في عددها
رقم 296 بتاريخ
1-12-2006. ولن أطيل
في التعريف
بالأستاذ محي الدين
صالح إبن قرية
"قسطل" النوبية
وسأدع المقالة تشرح
نفسها:]/align[
الحنين وحب الوطن في
شعر محيي الدين
صالح
]align=justify[
على امتداد التاريخ ،
وفي جميع الآداب ،
الشرقية والغربية ،
كان الحنين إلى
الأوطان وذكر الديار
قاسماً مشتركاً بين
الشعراء والأدباء ومن
الموضوعات التي كثر
الحديث فيها ؛ بإطناب
تارة ، وإيجاز تارة أخرى ؛
فلقد كانت الغربة
رافداً مهماً من روافد
إثراء قرائح الشعراء ،
ونوراً من أنوار الكشف
والإلهام عن لواعج
نفوسهم ، وقدحاً لزناد
أفكارهم تجاه قضاياهم
الوطنية والقومية .
ومن هؤلاء الشعراء
يبرز الشاعر والمبدع
محيي الدين صالح ابن
النوبة الذي فاضت
أشعاره وأحاسيسه
بمقدار كبير من
الإبداع الجياش
والقصائد الفنية
العالية ؛ وبالحديث عن
الاغتراب النفسي،
والقلق الوجداني
والروحي الذي أحس به،
بعد ابتعاده صغيراً عن
مسقط رأسه، تلك
الديار التي شب فيها
وتلقى أولى نسائم
الأدب، واشتم عبق
الشعر، وتنفس أريج
القريض ، فكان إبداعه
صورة من الذكريات
والماضي الجميل، في
إطار فني رائع،
ومضمون راق. وهو من
الشعراء الإسلاميين
الذين تفوح في
قصائدهم روح وجوهر
حضارتنا العظيمة
وتراثنا الحضاري.. كما
أنه يحفل كثيراً
بالأسلوب والصورة
وبقاموسه الشعري
الخاص.. الذي ينحته
نحتاً من خلال نفسه
وبيئته وثقافته
الواسعة.
على أن محيي الدين
صالح في شعره،
يحتفي بلغة العصر،
وألفاظ الحياة
المتفائلة
وبالتفوق، وهي خصلة
تتردد كثيراً في
إبداعه، ومردها أنه خبر
الدنيا وعانى من
ويلاتها، فمن ثم
أصبح قوى الشكيمة،
يقول الشاعر:
رميت بسهم الوجد في
كبدي رميا
وقدر لي - رغم الإصابة-
أن أحيا
وأشفقت من حمل
الأمانة عندما هبطت
إلى أرض الخلافة..
إنسيا
توالت على دربي
السنون كئيبة طوت
بينها.. أعتى شوامخنا..
طيا ]/align]
[align=justify[وإذا كان
للعرب لامية مشهورة
في الفخر بهم ،
وللفرس لامية كذلك ،
فإن محيي الدين صالح
جعل لأهل النوبة ..
لامية تعرف بهم
وبثقافتهم
وقضاياهم الحياتية.
وفيها يشير شاعرنا
الكبير إلى صندوق
ذكرياته عندما رحل عن
النوبة إلى القاهرة
شمالاً ، فعاش فيها ،
وانخرط في سلك
الحياة ، لكنه حن
لماضيه السعيد
ولمشكلات نفسه
وأهله فقال :
تلاعبت الأيام بي ،
والنوازلُ
وأدمت فؤادي الذكريات
القواتل
أطلت بفكري "هجرة
النوبة" التي
يلاحقني منها الأسى
والمشاكل
وأطرقت أبكى ساخطاً
لسذاجتي وضعفي.. وما
أجراه فينا التفاؤل
فسالت دموعي حسرة
وندامة فكفكف عن
عيني
الدموع"التكامل]"/