منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
مرحبا بك في ‏منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
مرحبا بك في ‏منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محمد خليل @القدوه الحسنه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
معتصم محمد
عضو ماسي
عضو ماسي



عدد المساهمات : 297
تاريخ التسجيل : 02/12/2010

محمد خليل @القدوه الحسنه Empty
مُساهمةموضوع: محمد خليل @القدوه الحسنه   محمد خليل @القدوه الحسنه Icon_minitimeالجمعة يناير 14, 2011 5:54 am

15
صديق البادي
في العام 1957 عُيِّن
السيد محمد خليل
بتيك مديراً لمديرية
الخرطوم خلفاً للسيد
علام حسن علام.
واستمر في موقعه هذا
حتى استقال وأحيل
للتقاعد الاجباري قبل
بلوغه سن المعاش
لاختلافه مع نظام
عبود واحتجاجه على
الظلم الذي يعتقد انه
حاق بالنوبيين في
الهجرة من حلفا
القديمة، والطريقة
التي تمت بها وكان
حزيناً على ضياع إرث
حضاري عريق. وطيلة
فترة عمله بالحكومة
عُرف بتيك
بالاستقامة والحزم
والصرامة والشدة في
الحق وكان يردد دائماً
امام رؤسائه ومرؤسيه
ليكن شعارنا المرفوع
)لا تكذب لا تسرق(
وكان البعض يصفه
بأنه إداري )صعب(. وعند
زيارة الرئيس جمال
عبد الناصر للسودان
في العام 1960 منح
السيد محمد خليل
بتيك مدير مديرية
الخرطوم وسام الجدارة
ونال بتيك أوسمة
ووشاحات تقديرية
عديدة بالداخل والخارج.
وكان بتيك صديقاً
حميماً للامير بيرنهارد
زوج الملكة جوليانا
ملكة هولندا السابقة
ووالد الملكة
كريستينا ملكة
هولندا الحالية. وقد
التقى بتيك
بيرنهارد في انجلترا
في العام 1948 وحدثه
عن حلفا القديمة
والحضارة النوبية
العريقة. وعندما كان
بتيك مفتشاً لمركز
حلفا زاره الأمير
بيرنهارد وأعجب بحلفا
وطبيعتها الساحرة
الخلاَّبة ووقف على
الآثار الدالة على عراقة
الحضارة النوبية،
واستهواه النيل
وكانت من هواياته
صيد التماسيح ثم
طفق يزور حلفا
سنوياً وكان يصحبه
بتيك حتى بعد نقله
للخرطوم بإذن من
السكرتير الاداري
والحاكم العام وكان
الامير بيرنهارد يزور
سنوياً تنجانيقا
التي يمتلك فيها
حديقة خاصة، وكان
بتيك يستقبله عند
توقف طائرته بمطار
الخرطوم ويقيم له
حفل غداء وهو في
طريقه لتنجانيقا ثم
يستقبله ويقيم له
حفل غداء آخر عند اوبته
ومروره بمطار الخرطوم
وهو في طريقه
لهولندا. وعندما زار
بتيك هولندا تلبية
للدعوة الشخصية
التي وجهها له صديقه
الامير بيرنهارد
استقبلته الاسرة
المالكة استقبالاً
طيباً واحتفت به
واكرمته، وتقديراً له
أهدته مفتاح مدينة
امستردام من الذهب رمزاً
للصداقة بينهم
ووقف الامير بيرنهارد
موقفاً كريماً مشرفاً
يدل على نبله وخلقه
الرفيع فعندما علم
من سفير هولندا
بالسودان أن صديقه
بتيك مدير مديرية
الخرطوم قد استقال أو
أقيل من موقعه قبل
خمسة أيام حضر الامير
فوراً وبطائرته
الخاصة واخطر
المسؤولين بالخرطوم
بهذه الزيارة قبل
وصوله. ومن المطار
اتجه للفندق الكبير
وقضى وقتاً قصيراً
ومن هناك اتجه للقصر
الجمهوري وعند
مقابلته للرئيس
عبود التمس منه ان
يعيد بتيك للخدمة
فردَّ عليه عبود بأن
بتيك هو الذي احتد
معهم وطلب منهم
إقالته وانهم لا
يمانعون في إعادته
للخدمة. واتجه الامير
لمنزل بتيك وفي
معيته بعض الحرس
السوداني. وجرى العرف
أن يبقى المسؤول بعد
إعفائه عدة اشهر
بمنزله الرسمي
ولكنهم عندما وصلوا
المنزل علموا ان بتيك
اخلاه في نفس يوم
إعفائه وارسل اسرته
لحلفا وبحثوا عن
حرسه القديم وعلموا
منه انه يقيم
بلكونده شعبية
عادية تعج بالنزلاء
وتقع بالقرب من
مستشفى الخرطوم.
وفوجئ بتيك بزيارة
الامير الذي اخذه معه
للفندق الكبير واخبر
بتيك الامير انه لن
يعمل مع هؤلاء وحضر
اللواء حسن بشير
نصر والاميرالي
المقبول الامين الحاج
للفندق الكبير
مبعوثين من الرئيس
عبود لمقابلة الامير
واقناع بتيك
والاتفاق معه للرجوع
للعمل ورد عليهم
بتيك بأنه قد استخار
الله سبحانه وتعالى
وفي الخيرة إشارة
واضحة لعدم العودة
للعمل معهم مرة اخرى.
وعندما ادرك الامير
استحالة اقناع
صديقه بتيك
بالعودة للعمل قال اذا
اردت تنفيذ اي اعمال
ومشاريع زراعية او
صناعية او تجارية
فإنني على أتم
استعداد لاقدم لك الآن
اي مبلغ تطلبه مهما
كان ضخماً ولك ان
تستثمر في السودان
أو في هولندا فرد عليه
بتيك قائلاً إن هذه
الزيارة الكريمة تدل
عى نبلك وسمو خلقك
وإنني اعتبرها قلادة
شرف ومصدر فخر
واعتزاز ولكنني من
ناحية مبدئية ارفض
رفضاً قاطعاً سوء
استخدام الصداقة
والانحراف بها لتحقيق
المآرب المادية
وتكفيني وقفتك
المعنوية معي. وتحت
إلحاح الامير قال له
بتيك اذا كنت مصراً
على المساعدات المادية
فاطلب منك ان تقدم
هذا المبلغ للحكومة
لتكمل به بعض
المشاريع التي بدأتها
عندما كنت مديراً
لمديرية الخرطوم.
وعندما التقى الامير
بيرنهارد بالرئيس
عبود قال له وهو يودعه
في طريقه للمطار.
لقد ارتفع بتيك في
نظري آلاف المرات
والتزم الامير
للرئيس عبود
بتنفيذ كل
المشاريع والمنشآت
التي بدأها بتيك
بولاية الخرطوم وبرَّ
الامير بوعده ودفعت
هولندا كل التكاليف.
وعندما اتجه الامير
النبيل للمطار وهو
في طريقه لامستردام
عاد بتيك للكوندة
الشعبية ليبدأ
مشواراً جديداً في
مسيرة حياته.
واستبدل جزءاً من
معاشه وفتح مكتباً
تجارياً للاستيراد
والتصدير بعمارة
بوكشب وكان يدير
العمل بمفرده ويعمل
معه عامل واحد من أبناء
الولايات الجنوبية،
كان يثق فيه ويعامله
كابنه، ومرَّت به حالات
كان عليه ان يدفع
)تسهيلات( قليلة
لتنساب الامور
بسرعة وسهولة
ويحصل على الكثير
ولكنه كان يرفض
ذلك من منطق ديني
واخلاقي وذات مرة حصل
على تصديق
لاستيراد كمية
كبيرة من الاسمنت
من مصر كانت ستدر
عليه أموالاً طائلة في
زمن وجيز لأن الاسمنت
كان نادراً في الاسواق
واسعاره غالية
مرتفعة، وكان
المشترون من التجار
ينتظرون بتيك
بفارغ الصبر ليكمل
الإجراءات ليشتروا
منه. وفي مرحلة
الاجراءات النهائية بدأ
بعض الموظفين
يتباطأون ويلمحون
بضرورة تقديم رشوة
لهم وكأنها حق واخبرهم
بتيك بصراحة أنه من
ناحية مبدئية ودينية
لن يقدم رشوة ولو
كانت قرشاً واحداً ولا
يرضى ان يكون راشياً
أو مرتشياً، ولا شعورياً
إمتدت يده للاوراق
التي تحوي التصديق
والاجراءات المصاحبة
ومزقها خوفاً من ان
تكون في العملية
كلها ذرة من شبهة
فساد وأعلن
للموظفين
المرتشين انه يمكن
ان يتصدق عليهم بما
يستطيعه من مال
لوجه الله سبحانه
وتعالى اذا كانوا
محتاجين. وفقد بتيك
تلك الصفقة وغيرها
من صفقات وضميره
مرتاح. وكان اصدقاؤه
ومنهم الاستاذ يحيى
محمد عبد القادر
الصحافي المعروف
يصفونه بـ )ولي الله
بتيك( وفكر بتيك
في إغلاق مكتبه
التجاري والعودة لحلفا
ليعيش فيها حياة
بسيطة هادئة ويعمل
بالزراعة التي تكفل
له حياة كريمة
مستورة ويقضي
وقته بين المنزل
والمسجد. وقبل ان
ينهي إيجار المكتب
ويغلقه قرأ إعلاناً
صادراً عن شركة انجرا
في كرواتيا بشرق
اوربا تعلن فيه حاجتها
لوكيل للشركة
بالسودان تكون له
خبرة إدارية ويجيد
اللغة الانجليزية
وطلبت من كل متقدم
أن يوافيها بسيرته
الذاتية ومسيرته
العلمية. وقدَّم بتيك
طلباً للشركة وقبل
فوراً واعتمد وكيلاً
لشركة انجرا
بالسودان وبعد شهر
قرأ في جريدة الثورة
الناطقة باسم نظام
نوفمبر إعلاناً عن جلب
معدات وماكينات
وتركيب مصنع ربك
للأسمنت وبعد
التشاور مع رئاسة
الشركة في كرواتيا
تقدم الوكيل محمد
خليل بتيك بعطاء
لإنشاء وتركيب
المصنع وفاز هذا
العطاء واوفت الشركة
بكل التزاماتها وقام
الوكيل بتيك بكل
المهام خير قيام وقام
المصنع. وشكرته
رئاسة الشركة
بكرواتيا ومنحته
خمسة وعشرين الف
جنيه سوداني، وكان
مبلغاً ضخماً
بمقاييس تلك الايام.
وبنصيحة وطلب من
استاذه وقريبه وابن
منطقته السيد
ابراهيم احمد الرمز
الوطني المعروف
اشترى بتيك منزلين
كبيرين بالخرطوم
كان بعض ورثة آل
المهدي قد عرضوهما
للبيع وكانت قيمة
ايجار هذين المنزلين
هى التي اعتمد عليها
بتيك بمشيئة الله
اعتماداً رئيسياً في
بقية سنوات عمره
حتى رحل للعالم الآخر
في يوم الجمعة
الموافق 16/7/1984م.
واشترى بتيك مما
تبقى له من ذاك
المبلغ الكبير اسهماً
في شركة الصمغ
العربي واشترى أسهماً
في مصنع النسيج
الاميركي وقام بشراء
ثلاثمائة سهم بقيمة
ثلاثمائة جنيه في
شركة التأمينات
العامة التي أسهم في
تأسيسها ضمن عدد من
اصدقائه وعلى رأسهم
السيد محجوب محمد احمد
شقيق الاستاذ جمال
محمد احمد.
لقد رفض السيد محمد
خليل بتيك عندما عمل
بالتجارة اي مال فيه
شبهة حرام وقرر أن
يغلق مكتبه التجاري
ففتح الله عليه
أبواب الرزق الحلال
واسعة. وكم من إداريين
صالحين نزيهين
رحلوا عن الدنيا وبارك
الله سبحانه وتعالى
في ذريتهم وفتح لهم
أبواب الخير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمد خليل @القدوه الحسنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الراحل / محمد خليل شفا
» خليل فرح رجل بقامه امة..بقلم محمد جلال هاشم
» الشاعر محمد أحمد محمد سوركتي
» خليل فرح
» الاستاذ خليل كلفت - أحد نبلاء المثقفين المصريين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي :: الـمــنـتـديـات الـنـوبـيـة :: منتدي نجوم في سماء النوبة-
انتقل الى: