المناضل النوبي سليمان عجيب

[justify[
رجل .. لا ككل الرجال ...
_
_________________
نتيجةً لبحثى
المستمر عن
الشخصيات النوبية
المصرية الهامة
والمؤثرة .. قابلنى أحد
أصدقائى الأعزاء ..
وأعطانى .. تاريخ
شخصية ..من أهم
الشخصيات النوبية
المؤثِّرة.. وقد كانت
منسوخة فى صفحة
من المجلات القديمة
جداً ..
وللأسف الشديد .. لم
أعرف إسم المجلة أو
كاتب هذا الموضوع ..
لكن سأنقله إليكم
كما هو تماماً ..
__________________________________________________
____________________
شكراً كثيراً
للأستاذ / أبو بكر
عثمان .. رئيس تحرير
دليل التكامل ..
لتذكيره لى ..برجلٍ من
رجالات وحدة وادى
النيل .. وطلبه من
الكتابة عنه ..
والرجل هو المرحوم :
سليمان عجيب ..
المحامى والمناضل
الذى قضى حياته
مدافعاً عن حريات
المواطنين فى مصر
والسودان ..
ولد الفقيد فى ..
قرية الدر .. التى كانت
آخر مراكز أسوان فى
الجنوب .. المتاخم
للسودان ..
وكان والده المرحوم /
حسن عجيب .. زعيماً
للنوبيِّين .. فورث
عنه صفات الزعامة
والتفانى فى خدمة
مجتمعه ..
تلقى تعليمه
الثانوى حتى نال
شهادة البكالوريا ..
فى اوائل
العشرينيات .. وما
أدراك بتلك الشهادة
فى تلك الأيام ..
حيث كانت للشهادة
الإبتدائية إحترامها ..
وكان الكثيرون من
حملة الإبتدائية ..
أصحاب مراكز عالية فى
الحكومة ..
وفضَّل .. عجيب ..
مواصلة تعليمه
العالى فالتحق
بمدرسة المعلمين
العليا ..
وتخرَّج منها ليعمل فى
ميدان التربية
والتعليم .. فى
الحكومة المصرية..
وتنقل بين مدن مصر
المختلفة .. حتى رُقى
إلى منصب .. مدير
مكتب وزير المعارف ..
وشارك فى وضع
السياسات
التعليمية ..
وكما يقول المثل
)) نفس عصامٍ سوَّدت
عصاما (( ..
ضاق بحياة الوظيفة
فالتحق طالباً
بمدرسة الحقوق
الفرنسية
المسائية ..
وكان مقرها حى
)) المنيرة (( فى
القاهرة .. حتى نال
ليسانس الحقوق ..
وحصل على
المعادلةالمصرية .. ثم
قيد نفسه فى سجل
المحامين ..
وفى البداية ..
عمل فى مكتب
السياسى الوطنى
المشهور .. مكرم عبيد
باشا .. المحامى ..
ثم استقلَّ بعمله ..
وعُرِف عنه أنه لم
يخسر قضية
واحدة ..من آلاف
القضايا التى تولاها ..
إشترك فى الحركة
الثورية المصرية ..
متمثلةً فى حزب
)) الوفد المصرى ((
برئاسة مصطفى
النحاس باشا ..
وكان دائماً من الجناح
المتطرف ..فتعرض
للإعتقالات
والسجون ..
وكان من أخطر المواقف
التى واجهها فى حياته ..
عندما أتهم بأنه من
جماعة )) اليد السوداء ((
التى اغتالت السير ..
لى ستاك باشا ..
سردار الجيش
المصرى .. وحاكم عام
السودان ..
وظل فى السجن شهوراً
طويلة مع المناضلين
المصريِّين .. وعلى
رأسهم .. أحمد ماهر
باشا .. ومحمود فهمى
النقراشى .. اللَّذين
أصبحا فيما بعد ..
رؤساء للوزارات
المصرية ..
وكان من زملائه فى
السجن .. المواطن
السودانى / أحمد حسن
مطر ..
ولمع إسم .. سليمان
عجيب .. فى الأوساط
السياسية .. واكتسب
شعبيةً واسعة ..
وعُرِفَ عنه سرعة
البديهة .. وملاحة
النكتة .. مما فتح له
أبواب المجتمع ..
فى أواخر
العشرينيات ..
رشح نفسه فى
الإنتخابات العامة عن
دائرة ..الدر .. ممثلاً
للوفد .. ضد النائب
التقليدى .. طه بك
أبوزيد .. الذى كان
يشغل من قبل
منصب .. باشصراف ..
حكومة السودان ..
وكان هذا أكبر منصب
لوطنى فى السودان ..
وكان طه .. مقرباً من
القصر الملكى
المصرى .. ومن دار
المندوب السامى ..
ومع ذلك .. فاز سليمان
عجيب .. بأغلبية
كاسحة ..
وعلى الرغم من
الخصومة بين
الإثنين .. فإن عجيب ..
كانت تربطه صداقة
متينة بأكبر أبناء ..
طه بك ..
وهو حسين طه ..
وكان هذا الأخير ..
متطرفاً فى وطنيته ..
مناضلاً ضد الإستبداد
والديكتاتورية ..
فقرر أن يغتال ..
إسماعيل باشا
صدقى .. رئيس الوزراء
المصرى .. الذى كان
يحكم حكماً
ديكتاتورياً ..
وتنكر حسين فى زى
سفرجى .. ووضع
البلطة تحت
القفطان .. ليغتال
صدقى أثناء سفره
بالقطار ..
واستطاع البوليس
فى آخر لحظةٍ من
إعتقاله قبل أن يُنفِّذ
ما اعتزم عليه ..
وكان طبيعياً أن يبحث
البوليس عن
أصدقائه ،وأن
يعتقلهم ..
وكان .. عجيب .. فى
مقدمة المعتقلين ..
وظهرت براءته بعد
شهور ..
أما .. حسين.. فقد مرض
فى السجن ومات ..
وَهَبَ .. عجيب .. حياته
للدفاع عن إستقلال
مصر والسودان ..
إلى جانب مهمته
الكبرى فى الدفاع عن
النوبيِّين ..
فقد كانوا يعتبرون
مواطنين من الدرجة
الثانية ..وتقع عليهم
المظالم..
غرقت معظم أراضيهم
عند بناء خزان أسوان ..
فى أوائل القرن
الحالى ..عام
) 1902 ( وصرفت لهم
الحكومة المصرية ..
تعويضات بخسة ..
فهاجر معظمهم إلى
السودان .. وبالأخص
مدن الدامر وبربر ..
وبعضهم إلى الجزيرة
المروية .. وهم من
يعرفون بالكنوز أو
الشلالية ..
وفى عام 1933 .. حدثت
التعلية الأولى لخزان
أسوان .. وغرق جزءٌ آخر
من أراضى النوبيِّين..
ومرَّةً أخرى ظلمتهم
الحكومة .. بأن دفعت
لأصحابها تعويضات
ظالمة ..
كان .. سليمان عجيب ..
يكرِّس كل وقته
لإنصاف قومه
والحصول لهم على
تعويضات عادلة ..
وكان ينجح أحياناً ,,
ويفشل أحياناً ..
ومع ذلك فقد تفرغ
لتعليم أبنائهم .. لأن
هذا هو الطريق الصحيح
لبناء مستقبلهم ..
وقد نجحت خطته وتخرَّج
الآلاف من أبناء
النوبيِّين من الجامعات
فى مختلف
التخصصات ..
وأصبحوا يشغلون
مراكز مرموقة ..
وقد أحسن هؤلاء تربية
أبنائهم ..
أذكر عام 1944 فى
مصر .. وقد حصدت
الملاريا الألوف من
أبناء كوم أمبو .. فى
الصعيد ..
وكانت تحت الحكم
المباشر لشركة كوم
أمبو للسكر .. وأبناؤها
يعملون فلاحين فى
زراعة القصب لحساب
الشركة ..
لم تتحرك الشركة إزاء
هذه الكارثة .. ووقف
أصحابها الباشوات
والبارونات ..وكبار رجال
المال اليهود ..
متفرجين على الكارثة
من قصورهم ..فى أرقى
أحياء القاهرة ..
وهنا تقدم .. سليمان
عجيب ..
النائب الوفدى إلى
حكومة الوفد بسؤالٍ
قوىٍّ .. أثار ضجة بين
الشعب والأوساط
السياسية ..
وهنا تحركت الشركة
لمكافحة
الكارثة ..ولكن لشراء
ضمير .. سليمان
عجيب .. لكى يسحب
سؤاله ..
لكن الرجل أصر على
موقفه ..
وذهب .. رينيه باشا
قطاوى .. مدير
الشركة .. إلى الملك
فاروق .. يشكو ..
عجيب ..
وأحب هنا أن أسجل
شهامة وشجاعة رجلٍ من
أبناء المحس .. هو..
سليمان قاسم ..
وقد كان من كبار
مستخدمى القصر
الملكى ..
سمع الرجل حملة ..
قطاوى باشا .. على ..
سليمان عجيب ..
فتدخل فى الحملة ..
وهاجم الباشا بعنف ..
ودافع عن .. عجيب ..
دفاعاً مستميتاً ..
مما دعى الملك أن يقول
لقاسم ضاحكا :
--- الدم للدم رحمة يا
قاسم ..
أسس .. سليمان
عجيب .. نادياً أسماه
)) نادى الشباب
النوبى (( واتخذه مركزاً
إجتماعياً ..
كما أسس مجلة
)) مصباح النوبة ((
للدفاع عن قضايا
النوبة ..
وسيط فى السودان
___________________
فى أواخر الأربعينيات
تعرضت الحركة
الإتحادية السودانية ..
لنكسة شديدة حين
انشق حزب الأشقاء
إلى جناحين .. يقود
أحدهما .. إسماعيل
الأزهرى .. والآخر
يقوده .. محمد نور
الدين ..
ولما كان هناك تعاطفاً
بين الحزب الشعبى
فى السودان
)) الأشقاء (( والحزب
الشعبى فى مصر
)) الوفد ((..
فقد قرر الحزب إيفاد
رجلين من أعضائه إلى
السودان للقيام
بالصلح بين
إسماعيل الأزهرى ونور
الدين ..
واختار أبو الفتوح
باشا .. لقضائه جزءاً
من حياته بالسودان ..
ومعه .. سليمان عجيب ..
لعلاقته الوطيدة مع
السودانيِّين .. بالأخص
مع الأزهرى ..
كسب .. عجيب .. عشرات
الألوف من
الجنيهات ..لكنه عاش
فقيراً طوال حياته ..
فقد كان كريماً زائد
الكرم .. لا يرد سائلاً ..
يتولى الإنفاق على
أسرٍ كثيرة ..
وكان يتولى الإنفاق
على الطلبة
المحتاجين .. ومات
فقيراً ..
ولكنه أحسن تربية
أبناء قومه .. كما اهتم
بترية أبنائه ..
فسلحهم بالعلم
والأخلاق ..
وترجو أن يكونوا خير
خلفٍ لخير سلف ..
)) كان عظيماً
فاحترمته .. وكان
كريماً فأحببته ((
رحمه الله رحمةً واسعة ..
وعاشت ذكراه العاطرة ..