كرمة ... الحضارة والشموخ ‏

كرمة البلد .... تلك القرية الحالمة على الضفة الشرقية للنيل 45 كلم شمال دنقلا .. تقف شامخة تزهو بماضيها العريق .. تقف فى كبرياء تحكى للأجيال حضارة اول مملكة نشات فى افريقيا .. اهل كرمة والزائرين ينظرون فى اعزاز لمبنى الدفوفه الواقع شمال سوداتل والمدرسة الثانوية وهو يمثل احدى البقايا الماثلة التى تدل على عظمة هذه المملكة التى نشات قبل حوالى 5000 عام اى عام 3000 ق م حسب ارجح الدراسات فى هذا المجال ولا زال هناك الكثير من البقايا الخاصة بكرمة لم ينقب عنها بعد , عاصرت كرمة عهد الدولة المصرية القديمة والوسطى وكان انهيارها على يد الدولة المصرية الحديثه عام 1550 ق م , وكانت كرمة فى اوج عظمتها خلال سيطرة الهكسوس على مصر .
عرفت كرمة بثقافتها المتميزه واكثر ما يميزها فخار كرمة المعروف ذو الرأس الأسود والجدار الرفيع , بجانب التفرد فى تصميم المقابر ووضع الجنائز وغيرها من انواع الثقافه ولعل اغرب مايميز مقابر كرمة وجود عدد كبير من الضحايا البشرية فى احد المقابر قارب على 400 ضحية وتدل هياكلهم على انهم دفنوا احياء كما توجد ضحايا حيوانية اخرى مثل الضان والماعز .
مبنى الدفوفه :
يعتقد العلماء ان الإرتفاع الأصلى للمبنى 150 قدما والعرض 75 قدم ولكن المتبقى منه وهو المبنى الحالى يبلغ ارتفاعه 60 قدما ويوجد به سلم الى اعلى وهو مبنى من الطين طابع البناء محلى يختلف عن الطراز المصرى ويعتقد ان الدور الأول يضم غرف الحراس , وجدت داخل المبنى عدة مواد تدخل فى صناعة ادوات الزينه والأوانى جعلت العلماء يعتقدون ان المبنى كان مركزا تجاريا وصناعيا . كما وجدت قوارير عليها اختام تعود للملك بيبى الأول احد ملوك الدوله المصرية القديمة .
من بقايا كرمة نجد الجبانه الملكية الى الشرق من الدفوفه طولها حوالى ميل وعرضها يزيد قليلا عن ميل ونصف وهى تضم الآف المقابر الا انه تم التنقيب فقط عن حوالى 388 قبرا ولا زالت البقية تنتظر التنقيب . وهذه المدافن تختلف فى التصميم والحجم حسب درجة ومكانة اصحابها .
امتدت كرمة حتى سمنه شمالا ( جنوب الشلال الثانى ) اما جنوبا حتى دنقلا العجوز ولكن الحملة الأخيره لإنقاذ الآثار بعد قيام سد مروى عثرت على فخار خاص بكرمة فى منطقة الشلال الرابع , كما وجدت بقايا قلاع خاصة بكرمة بجزيرة صاى .
نتمنى ان تكتمل اعمال التنقيب الخاصة ببقايا كرمة لكى نعرف المزيد عن هذه الحضارة العريقة


الدفوفه هى الأقدم والأعرق والأشهر .
واود بعض الإضافه لما سبق , عالم الأثار رايزنر هو اول من بدا التنقيب فى مواقع حضارة كرمه وكان ذلك حوالى 1913 تقريبا , الا ان معظم الإكتشفات الحديثه ترجع الى جهود العالم السويسرى شارلس بونيه الذى يعمل فى هذه المنطقه منذ اكثر من اربيعين عاما وحتى الآن, وابرز ما قام يالكشف عنه هذا العالم موقع ( دوكى قيل ) الذى يضم تماثيل لملوك نبته ( ملوك الأسرة 25 الذين حكموا مصر قرابة مائة عام ) ,
ــ افتتاح متحف تاريخى فى كرمه فى يناير من العام الماضى يعكس الإهتمام الكبير بالآثار التاريخية الذى اولته الدوله مؤخرا لهذا الجانب .
ــ موقع الدفوفه الشرقية لم يتم التعرف على حقيقته بصوره قاطعه الا انه يعتقد انه المبنى الخاص الذى كانت تقام فيه الشعائر الجنائزية قبل الدفن .
لم يتم التعرف على ملوك كرمة بصورة قاطعه حيث تم التعرف على واحد فقط وهو ( حاب جافى ) وهو صاحب المقبرة رقم 3 فى جبانة كرمه التى عثر فيها على الضحايا البشرية بجانب جثته .
ــ فى حوالى عام 1550 ق م تم القضاء على مملكة كرمة بغزو مصرى بواسطة الملك تحتمس الأول بعد معارك كثيرة مع جيوش كرمه , وقد خلد الملك تحتمس ذكرى هذه المعارك وانتصاره على كرمه بنقوش على حجارة كبيره قرب النيل فى قرية تمبس شمال كرمه و يمكن رؤيتها بسهوله لمن تتاح له فرصة زيارة ذلك الموقع كما نجد بالقرب منه تمثال ( الأوكجنندى ) فى ذات القرية .