منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
مرحبا بك في ‏منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
مرحبا بك في ‏منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دخول الإسلام إلى بلاد النوبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
معتصم محمد
عضو ماسي
عضو ماسي



عدد المساهمات : 297
تاريخ التسجيل : 02/12/2010

دخول الإسلام إلى بلاد النوبة Empty
مُساهمةموضوع: دخول الإسلام إلى بلاد النوبة   دخول الإسلام إلى بلاد النوبة Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 15, 2010 9:39 am


قبل دخول الأسلام في بلاد النوبة ، كانت النصرانية ، هي الديانة الرسمية في بلاد النوبة ، ودخلت النصراية ، عن طريق البعثات التبشيرية من قبل الحكام البيزنطيين وعن طريق المبشرين الأقباط ،وبالرغم من ذلك كانت هناك أيضا
طوائف نوبية محافظة على معتقداتها .
وبعد الفتح الإسلامي لمصر ، في عهد الخليفة الراشد ، عمر بن الخطاب ، وآجه المسلمون من الممالك النوبية الجنوبية ،
موقفا عدائيا ، تمثل في مشاركتهم البيزنطيين في القتا ل ضد
المسلمين ،وفي شن غارات متتالية على حدود مصر الجنوبية
وقد شكل ذلك خطرا يهدد الوجود والمد الإسلامي في مصر ،
مما حدا بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، أن يأمر وآليه على مصر عمرو بن العاص أن يضع حدا للغارات النوبية
ولم يتمكن عمرو بن العاص أن يضع حدا لذلك ، حتى عزل
عن مصر سنة 25هجرية .
عندما جاء خلفه عبدالله بن ابى سرح ، كان أول همه القضاء
على غارات النوبيين ، وتمثل ذلك في عدد من الحملات الذي وآجهها النوبيون بكل قوة ، قا ل : أبن لهيعة ، حدثني الحارث بن يزيد قا ل : أقتتل عسكر عبدالله بن ابى سرح ، وعسكر النوبيون قتالا شديدا ، وأصيبت يومئذ عينمعاوية بن حديج ، وأبي بن شمرأبرهة الصباح ، وحيويل بن ناشرة ، فسما هم < رمــــاة الحــــــدق > وقال الشاعر في ذلك :
لم تـــــر عينــــي مثل يوم دمقلة
والخيل تعـــــدو والدروع مثقلـــــة
تري الحماة حولها مجدلــــــــــــــة
كأن أرواح الجميــــــع مهمـــــلة
حتى كان آخر ، تلك الحملات الذي قادها عبدالله بن السرح
بنفسه ليضع حدا للخطر النوبي الذي صار يهدد مصر ، وكان ذلك في العام 31 هجرية ، وصل القائد الإسلامي السرح حتى دنقلا ، عاصمة النوبيين يومئذ وحاصرها ورماها بالمنجنيق ،
فتداعت المدينة وخرج ملكها < قليدروس > يطلب الصلح والأمان ، فأستجاب عبدالله بن السرح لذلك ووقع معه معاهدة
عرفت عبر التاريخ بمعاهدة البقط .
أختلفت في طبيعتها وبنودها عن المعاملات والأتفاقات التى ألفها المسلمون وطبقوها في تعاملهم مع غير المسلمين .
وكان من أهم بنود هذه الأتفاقية الذي كانت نواة لدخول البلاد النوبية في الأسلام :
1 ـــ فترة هدنة بين الطرفيين المتحاربين .
2ــ أن يدخل رعايا كل طرف بلد الأخــــر وخاصة التجار .
3ــ حماية كل مسلم أو معاهد يدخل بلاد النوبة حتى يخرج منها .
4ـــيرد النوبيين آلي وآلي مصركل مسلم مرتد أو منشق يدخل بلادهم .
5ـــ على النوبيين المحافظة على المسجد أبتناه المسلمون وعليهم كنسه وإسراجه وتكريمه .
6ـــأن يقدم النوبيين عددا محددا من الرقيق .
7ــ مقابل كل ذلك يقدم المسلمون القمح والعدس وبعض أنواع الحبوب شرطا غير ملزم للنوبيين .
وقد أختلف الفقهاء حول هذه المعاهدة ، هل هي إتفاقية مثل أية إتفاقية أخري ، أم < جزية > وقد تطور هذا آلي جدل فقهي بين فقهاء المدينة النبوية ، وفقهاء العراق ، وفقهاء مصر ، وفي النهاية أنتصر الأمام مالك امام فقهاء المدينة وأوضح في فتواه أن لا يتم الخلط بين < البقط > و الجزية ،
إذ أن الجزية نوع من العقود والمعاهدات يعقدها ولي أمر المسلمين لأهل الذمة ،وهم الذين دخلوا في سلطان المسلمين
وأرتضوا حكمهم ،مثل العقد الذي عقده الرسول صلى الله عليه وسلم ، مع نصارى نجران ، ويكون دفع الجزية عادة على أمرين وهي :
1ــ التأمين ضد الأعــــــداء
2ــ والتمتع بالمرافق العامة
أمـــا في حالة معاهدة البقط ، فأن المسلمين أهدوا في المقابل النوبيين قمحا وشعيرا وبعض انواع الحبوب ، والجزية لا مقابل لها ، فهي قدر معلوم من الما ل يفرض على الرؤوس
وقد أستفاد الطرفان من هذه المعاهدة ، فالمسلمون ضمنوا عدم إعتداء النوبييين عليهم فتوسعوا في فتوحاتهم نحو شمال
أفريقيا ، والبحر المتوسط وأستفاد النوبيين في التبادل التجاري بين البلدين ، كما كان هذه الأتفاقية بداية لدخول هجرة القبائل العربية الرعوية لداخل السودان عبر المسالك المختلفة ، وهكذا أنسابت الدعوة الأسلامية والثقافة الأسلامية
واللغة مع دخول هذه القبائل . وأستفاد النوبيين أيضا من عدم إخضاع بلادهم للحكم الإسلامي المباشر ، وبذلك حافظوا على دينهم ومعتقداتهم وتقاليدهم المحلية لقرون عدة .
وقد نجح النوبيين بالوفاء بالتزاماتهم تجاه المسلمين حتى وصفهم المؤرخون بانهم أهل < كف ووفاء وحسن عهد >
ولعل هذه الصفات كانت السبب في ظهور بعض الأحاديث التي تمتدح النوبيين ، وتحض على حسن معاملتهم ، والبر بهم ، وهي أحاديث منسوبة آلي الرسول صلى الله عليه وسلم
مثال على ذلك < من لم يكن له أخ فليتخذ أخا من النوبة > وفي رواية < أخا نوبيا > .
أستمر العمل بالمعاهدة من عهد عبدالله بن ابي سرح حتى نهاية العصر الأموي ، وتدل الشواهد التاريخية أن ملوك النوبيين قد أحترموا العقد المبرم مع المسلمين رغم تغير الأسر الحاكمة في دار الخلافة الأسلامية ، وبعد نجاح الثورة العباسية هرب عبدالله وعبيدالله أبناء مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية آلي بلاد النوبة طلبا للجوء السياسي وإلتقاهم ملك النوبة وبعد حوار طويل أمرهما بمغادرة البلاد فورا ، بعد ان حظيابالضيافة التقليدية لمدة ثلاثة أيام ، وهناك قصة ظريفة للحوار الذي أجراه ملك النوبة معهم :
ذكر بن قتيبة في كتابه مختلف الأحاديث ، أن المنصور الخليفة العباسي ، سمر ذات ليلة ،فذكر خلفاء بني اميــــة
وسيرتهم وأنهم لم يزالوا على إستقامة حتى أفضى أمرهم أبناءهم المترفين، فكان أمرهم من عظيم شأن الملك وجلالة قدره ، قصد الشهوات وإيثار اللذات والدخول في مساخط الله ، جهلا منهم بأستدراج الله تعالى وأمنا من مكره تعالى ، فسلبهم الله تعالى الملك والعز ونقل عنهم النعمة !!! فقال أحد
ندمائه : يا أمير المؤمنين ، إن عبيدالله بن مروان لما دخل بلاد النوبة فيمن أتبعه ، سا ل ملك النوبة عنهم ، فأخبر ، فركب آلي عبيدالله ، فكلمه بكلام عجيب في هذا النحو لا أحفظه ، فأن راى أمير المؤمنين ان يدعوا به من الحبس بحضرتنا في هذه الليلة ويساله عن ذلك ؟ فأمر النصور باحضاره وساله عن القصة ! فقال : ياأمير المؤمنين، قدمت أرض النوبة بأثاث سلم لي ، فأفترشته بها وأقمت ثلاثا ، فأتاني ملك النوبة وقد خبر أمرنا ، فدخل على رجل طوال ، أقني حسن الوجه ، فقعد على الأرض ، ولم يقرب ثيابنا !
فقلت : ما يمنعك أن تقعد على ثيابنا ؟
فقال إني ملك وحق لكل ملك أن يتواضع لعظمة الله إذ رفعه الله ! ثم قال : لم تشربون الخمر وهي محرمة عليكم في كتابكم ؟ فقلت : أجتراء على ذلك عبيدنا واتباعنا بجهلهم .
فقال : فلم تطئون الزرع بدوابكم والفساد محرم عليكم ؟ قلت :
فعل ذلك عبيدنا واتباعنا بجهلهم !قال : فلم تلبسون الحرير وهو محرم عليكم في كتابكم ؟ قلت : ذهب منا الملك وأنتصرنا بقوم من العجم دخلوا ديننا ، فلبسوا ذلك على كره منا ، فأطرق ينكث الأرض بيده ويقول : عبيدنا وأتباعنا وأعاجم دخلوا ديننا !!! ثم رفع رأسه إلى وقال : ليس الأمر كما ذكرت ،بل أنتم قوم أستحللتم ما حرم الله عليكم وأتيتم ما عنه نهيتم وظلمتم فيما ملكتم فسلبكم الله العز والبسكم الذل بذنوبكم وللـــــــه نقمـــــــة لم تبلــــــــغ غايتهـــــــــــــــــا
فيكم وأنا خائف أن يحل بكم العذاب وأنتم ببلدي فينالني معكم
العذاب وإنمــــا الضيافة ثلاث فتزودوا ما أحتجتم إليه وأرتحلوا عن أرضي .
ذكر القصة بكامله ابن خلدون في كتاب العبر وديوان المبتداء
والخبر 367/1
وقد أدى هذا الموقف من ملك النوبيين تجاه الأسرة الأموية الهاربة أثر إيجابي على العلاقات بين العباسيين والنوبيين
وفي سنة 217ه زار المأمون مصـــــر فأنتهز ملك النوبة هذه الفرصةليطلب من الخليفة التدخل لرد بعض الأراضي الذي
أخذها بعض المسلمين من النوبيين في أسوان فأحال المأمون الطلب آلي وآلي أسوان للبت فيه ، فحكم فيه لصالح المسلمون
وبالطبع أدي ذلك لتوتر الأجواء ومناداة بعض النوبيين لوضع حد للأستسلام النوبي للمسلمين وقد تبنى ذلك ولي عهد النوبة
وحاول إقناع والده بعدم إرسال البقط وقطعها عن المسلمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دخول الإسلام إلى بلاد النوبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحصـائيات كاملة عن سكان بلاد النوبة القديمة
»  بلاد الجمال رباني@ محي الدين شريف ###
» أسماء بلاد النوبه القديمه (السودان)
» نجم من نجوم النوبة
» ملوك النوبة المنسيين (1)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي :: الـمــنـتـديـات الـنـوبـيـة :: منتدي التراث والثقافة النوبية-
انتقل الى: