منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
مرحبا بك في ‏منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
مرحبا بك في ‏منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المناضلة الدكتورة / فاطمة أحمد محمد إبراهيم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
معتصم محمد
عضو ماسي
عضو ماسي



عدد المساهمات : 297
تاريخ التسجيل : 02/12/2010

المناضلة الدكتورة / فاطمة أحمد محمد إبراهيم Empty
مُساهمةموضوع: المناضلة الدكتورة / فاطمة أحمد محمد إبراهيم   المناضلة الدكتورة / فاطمة أحمد محمد إبراهيم Icon_minitimeالجمعة يناير 07, 2011 12:33 am

البيئة والنشأة:

ولدت بمدينةالخرطوم ، بمنزل جدي لامي الشيخ محمد احمد فضل ، الملاصق لمدرسة ابي جنزير الاوليةللبنين وسط الخرطوم ، وهي اول مدرسة للبنين بالسودان وكان جدي ناظرا لها ، وقبل ذلكوخلال حقبة حكم المهدية ، كان نائبا للقاضي ، المرحوم محمد ابراهيم ، جدي لابي ،وبعد مجئ الاستعمار البريطاني ، سافر جدي لامي إلى مدينة القطينة في منطقة النيلالابيض ، واصبح اماما للمسجد لان الحكومة الاستعمارية فصلتهما من السلك القضائي ،وفيما بعد ارسل ابنه احمد – والدي – لمواصلة تعليمه في كلية غردون بالخرطوم – وفيتلك الاثناء كانت العلاقة بين الاسرتين مستمرة إلى ان توجت بزواج والدي من امي ،بعد تخرجه معلما من كلية غردون – لقد قام جدي لامي بخطوة جريئة ، اذ ادخل اميواخواتها في مدرسة البنين التي يراسها ، لانه لم تكن هنالك مدرسة للبنات في مدينةالخرطوم – والمدرسة الوحيدة للبنات في السودان انذاك ، اسسها صديقه الشيخ بابكربدري ، بمدينة رفاعه – وقد تعرض جدي لهجوم عنيف من قبل اقربائه – ومعارفه – هذاوبعد ان اكملت والدتي واخواتها المدرسة الاولية مع الاولاد ، الحقهن والدهن بمدرسةالارسالية الانجليزية الوسطى للبنات بمدينة الخرطوم – وهكذا اصبحت امي اول سودانيةتتعلم اللغة الانجليزية – وطبعا تعرض والدها لهجوم شديد خاصة من الاهل – الامر الذيدفعه لاخراجها من المدرسة بعد اكمال المرحلة المتوسطة ولكن اختها الصغرى – زينبواصلت حتى الفصل الثاني من المرحلة الثانوية – ثم عينت مدرسة في نفس المدرسةوهكذا نشأت في اسرة متعلمة ومتدينة من الناحيتين .

كانت لي شقيقتان ، نفيسهالكبرى والتومه الاصغر ، واربعة اشقاء ، مرتضى وصلاح والرشيد والهادي ، واثنانتوفيا في سن الطفولة ، كانت امي تحب القراءة ، وتواظب ووالدي على قراءة الصحف ،وبالبيت مكتبة كبيرة عامرة بكتب مختلفة ودينية ، وكان النقاش يدور بينهما حولالمسائل السياسية ، ونحن نستمع لهما ، وكانت والدتي تشجعنا على القراءة ، ولا زلتاذكر صيحاتها كلما طال وقوفي امام المرآة ، بقولها :"كفاية قيمتك ما في شعرك وتجميلوجهك ، قيمتك فيما بداخل راسك – احسن تملأية بالقراءة ، والمعرفة – وبعد تأسيسالاتحاد النسائي ، نظمنا دروسا في الاسعافات الاولية والتمريض المنزلي ، فاكملتدراستها ، ونلت شهادة جيدة – فعلقتها على حائط الغرفة ، وفي مرة ادخل شقيقي الاصغررجله في جنزير الدراجة ، فانغرس في رجله وتطاير الدم من الجرح – فلما رأيته اغمىعلي – فجاءت واسعفته واسعفتني – ثم دخلت الغرفة وانتزعت شهادتي من الحائط وقالت لي :"اياك والاستعراض الكاذب – ما فائدة الشهادات ، اذا انت عاجزة عن اسعاف شقيقك ،واصبحت انت نفسك في حاجة للاسعاف" ، وكل هذا اثر علي كثيرا – هذا وكانت تنظم لنامطارحات شعرية اثناء تناول شاي المساء ، الامر الذي جعلنا نحرص على حفظ القصائدالشعرية ، وكان شقيقي صلاح دائما متفوق علينا – وظهرت موهبته الشعرية مبكراًوكانت اول قصائده عن الشفيع احمد الشيخ ، القائد العمالي ، والذي تزوجني فيما بعدهذا وفيما بعد اكتشفنا ان لأمي بعض المحاولات الشعرية ، فقد نظمت قصيدة لشقيقيالاكبر مرتضى ، وهو مهندس ، وبعث لبريطانيا للتخصص ، وايضا لاختى نفيسه بعضالمحاولات القصصية ، وهي معلمة – وكذلك ولاول مرة نظمت شقيقتي التومة قصيدة في رثاءشقيقي صلاح – وهي موظفه – كما اصدر شقيقي مرتضى كتابا بعنوان : "الوزير المتمرد" ،بعد ان قدم استقالته من منصب وزير الري في حكومة جعفر نميري ، احتجاجا على سياساتهالتي ظل ينصحه باصلاحها ، فلم يستجب – وذلك بعد ان انتهى من تشييد خزان سنار .

لقد بدا وعينا السياسي مبكراً ، اذ تعرض والدي لضغوط ومشاكل كثيرة بعدتخرجه من كلية غردون ، من قبل ادارة التعليم البريطانية ، لانه كان مبرزا في اللغةالانجليزية لكنه رفض تدريس اللغة الانجليزية ، بحجة انها لغة المستعمر الكافرفاضطر للاستقالة من المدرسة الحكومية ، والتحق بالتدريس بالمدرسة الاهلية ، استاذاللغة العربية والدين الاسلامي ، وكان معظم نقاشه مع والدتي يدور حول الاستعمارالبريطاني ، ونحن من حولهم نستمع للنقاش ، وفي يوم من الايام اقتحم رجال الامنمنزلنا واعتقلوا شقيقي صلاح ، بتهمة الكتابة على الحيطان وتوزيع منشورات الحزبالشيوعي ضد الاستعمار – ولكن اطلق سراحه لصغر سنه- وفيما بعد اتضح ان شقيقي مرتضىكان عضوا في الحزب الشيوعي – ولكنه استقال منه فيما بعد – وهذا ما ادى إلى اهتماميبمعرفة نشاط الحزب الشيوعي ، ثم الانتماء لعضويته فيما بعد ، عندما تعرفت علىمبادئه وبرامجه ، وبالذات اهتمامه بمساواة المرأة بالرجل ، ونضاله ضد الاستعمارواهتمامه بالفقراء والمضطهدين ، هذا ومن الاسباب الاساسية ايضا لتاثري بمعاناةالجماهير والظلم والاضطهاد ، وما دفعني لولوج الميدان السياسي والحركة النسائية ،هو التصاقي في طفولتي ، "بامي فضل الرحام" فقد كنا نقضي العطلة الصيفية مع اسرةوالدي بمدينة القطينة – وهناك بجانب جدتي وعماتي كانت توجد امرأة ، تناديها عماتي :"بامي فضل الرحام" وكنت اعتقد انها اخت جدتي حسب معاملتهم لها – وكنت احبها جداًواجلس بجانبها ، وهي تطحن الذرة ، ثم تعد الكسرة ، وتطعمني منها ، واثناء عمليةالطحن ، كانت تغني بصوت جميل لكنه حزين ، وبلغة لا افهمها – وبرغم ذلك كانت دموعيتنهمر ، وابكي بشدة – ومن جانبها تحتضنني وتبكي بشدة وحزن عميق – وفيما بعد علمتانها ليست اخت جدتي – وانما هي من جنوب السودان ، واختطفها احد تجار الرقيق مناسرتها ، وتم بيعها من شخص لاخر ، إلى ان استقرت مع اسرة والدي – وبالرغم منمعاملتهم الحسنة لها ، الا انها بالطبع لم تنسى اطفالها وزوجها – واكتشاف هذهالحقيقة ، غرس بداخلي احساسا مؤلما بقسوة تجارة الرقيق ، وتجاه الظلم والاضطهادبشكل عام – وبخاصة تجاه المواطنين من الجنوب وجبال النوبة ودارفور – الامر الذيجعلني سريعة التأثر والانفعال وكثيرة البكاء .


التعليم والنشاطالمدرسي:

لقد واصلت تعليمي الاولي والاوسط في مدارس اولية ووسطى فيمدارس حكومية بمدينة مدني وام درمان وبربر وفي مدرسة الارسالية الانجليزية حسبتنقلات والدي ، ثم قبلت في مدرسة ام درمان الثانوية العليا ، الوحيدة آنذاك في كلالسودان – وكانت الدراسة فيها لثلاث سنوات ، ثم نجلس لامتحان شهادة جامعة كمبردج ،لدخول جامعة الخرطوم – اذ لم تكن توجد آنذاك شهادة سودانية .

بدأت نشاطيبتحرير جريدة حائط باسم "الرائدة" حول حقوق المراة – وكذلك كنت اكتب في جريدةالصراحة بنفس التوقيع – اذ ان التقاليد آنذاك لا تسمح بأن يظهر اسم امرأة في الصحفوبدون مقدمات ، قررت الناظرة البريطانية حذف كل المقررات العلمية من المقررالامر الذي يحرمنا من دخول كلية الطب ، والكليات العلمية الاخرى ، بجامعة الخرطومواضافت لنا بدلا عنها مادة التدبير المنزلي والخياطة – وكان رد الناظرة على تساؤلنا :"اننا معشر الطالبات السودانيات ، غير مؤهلات ذهنيا لدراسة المواد العلمية – ومهمةالمدرسة ان تؤهلنا كربات بيوت وامهات صالحات – وبعد التشاور قررنا نشر ذلك القرارالظالم ، واحتجاجنا عليه في الصحيفة الانجليزية – ولكن قبل ان تنشر ارسلوها للناظرةفقررت فصل كل الدفعة – وبالفعل طردتنا من المدرسة – فتوجهنا نحو منزلنا ، وعقدنااجتماعا ، قررنا فيه الاتصال ببقية الطالبات في المدرسة واقناعهن بالدخول في اضرابعن الدراسة ، والاعتصام بالداخليات ، حتى يسمح لنا بالرجوع للدراسة ، والجلوسلامتحان شهادة كمبردج – وتم تكليفي مع زميلة اخرى ، بالاتصال ببقية الطالبات فيالمدرسة – وفعلا تم الاضراب – وكان ذلك اول اضراب نسائي بالسودان – وتدخلت شخصياتكثيرة – فوافقت الناظرة على السماح لنا بالجلوس للامتحان – وبالفعل تم ذلك ، وكانتنسبة النجاح عالية – وتم قبولي بجامعة الخرطوم كلية الاداب – ولكن لدهشتنا رفضوالدي السماح لي بدخول الجامعة – وبعد الحاح صرح بأن جاره محمد سليمان ، والدزميلتي ام سلمه ، اخطره بان الاختلاط في الجامعة افسد الطالبات – واتفق معه على انلا يسمحا لي ولابنته بدخول الجامعة . وقد اصر والدي على الاتفاق بالرغم من ان صديقهصاحب الاقتراح قد سمح لابنته بدخول الجامعة ، وهذا كان من اوائل الاذى الذي تعرضتله .

انتمائي للاتحاد النسائي والحزب الشيوعي:

في عام 1952ساهمت في تكوين الاتحاد النسائي ، واصبحت عضوا في لجنته التنفيذية وفي عام 1954تقدمت باقتراح لاعضاء اللجنة التنفيذية ، لاصدار مجلة باسم الاتحاد النسائي – ولكنرفض اقتراحي باغلبية ، بحجة ان هذا سيعرض الاتحاد للنقد والهجوم ، فقررت اصدارهابالتعاون مع القلة التي ايدت الاقتراح ، وتقدمت بطلب للحصول على الرخصة من الجهاتالمختصة ، فرفض طلبي على اساس ان التقاليد لا تسمح للنساء بدخول مجال الصحافةفذهبت إلى رئيس الوزراء آنذاك ، السيد اسماعيل الازهري بمنزله ، والذي كان زميلالوالدي في كلية غردون ، وطلبت منه ان يتدخل – فوافق ولكنه اشترط علي ان لا نتعرضللسياسة – وقد اثار ذلك دهشتي – وبالفعل تدخل مشكورا – ومنحت الرخصة – فبعت حليلادفع الرسوم المطلوبة – ثم جمعنا تبرعات لاصدار العدد الاول في يوليو سنة 1955 ،ثم قابلتنا مشكلة الاشراف عليها في المطبعة ، لان التقاليد آنذاك لا تسمح لنا بذلكفتولى نيابة عنا تلك المهمة ، الاستاذ الكبير محجوب محمد صالح في الشهور الاولىمشكورا – هذا وقد لعبت مجلة صوت المرأة ، دورا رائدا في مقاومة حكم عبود العسكريفهي اول صحيفة سودانية تستعمل الكاريكاتير لهذا الغرض الامر الذي ادى لانتشارهاوتعرضها للحظر لعدة مرات – لقد لعبت صوت المرأة دورا بارزا في توضيح قضية المرأة ،ومشاكل الاطفال ، والحركات النسائية ، وموقف الاسلام الحقيقي من المرأة ، وفي عام 1954 طالب الاتحاد النسائي بالحقوق السياسية للمرأة ، حق التصويت وحق الترشيحفتعرضنا للهجوم من قبل الجبهة الاسلامية ، بحجة ان الاسلام لا يسمح بمساواة المرأةوانخراطها في السياسة – ونظمت حملة واسعة ضد الاتحاد النسائي وضدي شخصيا من ائمةالمساجد ، لان والدي كان اماما ، وقد تعرض كذلك للهجوم ، وهذا ما دفعني للرجوعللقرآن الكريم لاثبت ان الاسلام ليس ضد مساواة المرأة ، ولا ضد اشتغالها بالسياسة ،وكانت تلك الوسيلة الوحيدة لاقناع الجماهير المسلمة ، والتي تتلقى معرفتها لاحكامالاسلام منهم .

كنت اسمع عن الحزب الشيوعي من شقيقي صلاح ، الذي كان يحضر ليمنشورات الحزب ويحدثني عن الاشتراكية – ولفت نظري تحليلها لاسباب اضهاد المرأة ،وبداية ابعادها عن مواقع العمل والانتاج ، وحصر دورها في المنزل – ومما جعلني اقررالانتماء للحزب الشيوعي ، انه كان اول حزب فتح باب عضويته للنساء – وبالاضافة كانله فضل تكوين اول تنظيم نسائي بالسودان رابطة المرأة وفوق ذلك عدم معارضته للدينالاسلامي او الاديان الاخرى – وبالاضافة كان له الفضل في تكوين اول تنظيم نسائيبالسودان في عام 1946 ، فدخلت الحزب في عام 1954 ، وبعد فترة دخلت اللجنة المركزيةوالجدير بالذكر ، ان والدي عندما سمع بذلك ثار ثورة شديدة – فطلبت مني امي اناحضر لها بعض اصدارات الحزب الشيوعي – فوضعتها تحت وسادته – فلما رقد احس بوجوداوراق تحت الوسادة ، فاخرجها – وقبل ان يسأل اخطرته بانها وضعتها له ليقرأها ، فاذاوجد أي كلمة ضد الاسلام او ضد الاخلاق ، فانها ستتولى اخراج ابنته واولاده من الحزبالشيوعي – وبعد ان قراها ، اقتنع وعلق بأن كل محتوياتها في مصلحة الفقراءوالمضطهدين ولا توجد أي كلمة ضد الاسلام او الاخلاق – ووافق على عضويتي في الحزب .

انتخبت رئيسه للاتحاد النسائي في الدورة سنة 1956 إلى سنة 1957 فحرصت حرصاشديدا على المحافظة على استقلال الاتحاد النسائي من أي نفوذ حزبي او سلطوي – لانهذه هي اول خطوة لتحويل المنظمة الديمقراطية ، إلى منظمة جماهيرية واسعة القاعدةولهذا ولنشاطه اصبح الاتحاد النسائي اكبر تنظيم نسائي في السودان وحتى الان ،بالرغم من انه تعرض للتعطيل خلال الثلاثة انظمة عسكرية التي حكمت السودان ، ولكنهكان يتحول إلى تنظيم سري خلالها .


الحقوق السياسية وتجربةالبرلمان:

نتيجة للدور الذي لعبته مجلة صوت المرأة ، ولعبة الاتحادالنسائي في مقاومة حكم عبود العسكري ، بالتوضيح المستمر للنساء عن العلاقة القويةبين سياسة الدولة وقوانينها والتعليم ...الخ ، وحتى في لبن الرضيع في ثدي امه ،اشتركت النساء في ثورة اكتوبر ، واستشهدت ربة البيت بخيته الحفيان ، وجرحت محاسنعبد العال و آمنه عبد الغفار ، عضوات الاتحاد النسائي – وبعد انتصار الثورة ، قبلتعضوية الاتحاد النسائي في جبهة الهيئات ، ونالت المرأة حق التصويت والترشيحولدهشتنا رشحت الجبهة الاسلامية احدى عضواتها ، بالرغم من انها هاجمتنا عندماطالبنا بالحقوق السياسية للمرأة بحجة انها ضد الاسلام – وكأنما الاسلام قد تغيرولم تفز مرشحة الجبهة الاسلامية – وترشحت من جانبي ففزت واصبحت اول نائبة برلمانيةفي السودان والشرق الاوسط وافريقيا ، في عام 1965م وكان ترتيبي الثالثة في قائمة كلالمرشحين ، والاولى في قائمة مرشحي الحزب وفي عام 1968 اجاز البرلمان السوداني كلالحقوق التي طالبنا بها وهي :

·
حق الدخول في كل مجالات العمل ، الا التيحرمتها الامم المتحدة وهي : القضاء والقضاء الشرعي والسلك الدبلوماسي ، وكل ميادينالعمل دخلتها المرأة السودانية في حين كان عملها من قبل محصورا في التعليم والتمريضفقط ، وفي هذا لم تسبقها أي امراة في العالم العربي او الافريقي .

·
الاجرالمتساوي للعمل المتساوي ، والمساواة في العلاوات والمكافآت ، والبدلات ، وفي كلشروط العمل ، وفي حق الترقي لاعلى الدرجات ، وفي حق المعاش ، وقد تحقق كل ذلك .

·
عطلة الولادة مدفوعة الاجر – اربعة اسابيع قبل الوضع ، وثمانية اسابيعبعده ، مع ساعات للرضاعة ، حسب ما نصت عليه منظمة العمل الدولية (وقد تحقق ذلك) .

·
الغاء قانون المشاهرة ، الذي يفرض على المرأة العاملة ، تقديم استقالتهابعد الزواج لتعمل بموجب عقد عمل مؤقت شهرا بشهر (وتحقق ذلك) .

·
توفير دورالحضانة ورياض الاطفال لتسهيل مهمة الام العاملة (لم يتحقق).

·
ادخال خريجاتالثانوي والمعاهد العليا تحت بند الخدمة المستديمة اسوة بزملائهن (وقد تحقق ذلك) .

·
توفير الضمانات الاجتماعية لحماية الاسرة في حالة عجز او موت رب الاسرة (لم يتحقق) .

·
توفير ادوات العمل المنزلي الحديثة وترخيص اسعارها حتى تسهلمهمة الام العاملة في البيت – هذا وقد تحقق معظم هذه الحقوق .


الحقوقالمتعلقة بالأحوال الشخصية :

لقد طالبنا بما يأتي:-

-
منع زواج البنتقبل سن البلوغ .

-
منح الفتاة حق الاستشارة عند الزواج – واي زيجة تتم بدوناستشارتها ورغبتها تفسخ بواسطة المحكمة الشرعية .

-
سن تشريع لتقييد الطلاق ،بحيث لا يتم الا امام قاضي حتى يضمن للزوجة حقوقها مباشرة بعد الطلاق .

-
سنتشريع لتقييد تعدد الزوجات ، بناءا على الايات الكريمة التي تقول :"ان خفتم الاتعدلوا فواحده" والاية الكريمة الاخرى "ولن تستطيعوا ان تعدلوا حتى ولو حرصتم" .

-
الغاء بيت الطاعة ، الذي يجبر الزوجة على الرجوع إلى زوجها بواسطة الشرطيلو غير الزوج رأيه بعد الطلاق ، حتى لو كانت متضررة ، وغير راغبة في الرجوع اليه .

-
تعديل القانون بحيث تخصم نفقة الاطفال من دخل والدهم بعد الطلاق مباشرة .

-
زيادة عدد المحاكم الشرعية ، بحيث يمكن سرعة البت في قضايا النفقة ،وتفادي تراكمها ثم تجميدها وتقسيطها في حين ان الام في حوجة شديدة لها .

-
توفير العدد اللازم من القابلات المدربات ، ومراكز رعاية الطفولة والامومة خاصة فيالاقاليم والارياف ، وتوفير العدد الكافي من اخصائي النساء والولادة واخصائيالاطفال خاصة في الاقاليم والارياف .

-
سن قانون لمنع عمل الاطفال المبكر .

وقد اجاز البرلمان ، وقاضي القضاة تلك المطالب – وبدأ تطبيق معظمها – ولكنحدث انقلاب نميري في مايو سنة 1969م فاطاح بها فيما بعد .

وهنا لابد من وقفةلاذكر حقيقة مشرفة الا وهي ان هذه الحقوق كان يمكن ان لا تتحقق ، لولا مساندةالنواب من مختلف الاحزاب ، ما عدا نواب الجبهة الاسلامية .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معتصم محمد
عضو ماسي
عضو ماسي



عدد المساهمات : 297
تاريخ التسجيل : 02/12/2010

المناضلة الدكتورة / فاطمة أحمد محمد إبراهيم Empty
مُساهمةموضوع: رد: المناضلة الدكتورة / فاطمة أحمد محمد إبراهيم   المناضلة الدكتورة / فاطمة أحمد محمد إبراهيم Icon_minitimeالجمعة يناير 07, 2011 12:38 am

الطواف والتكريم والأوسمة:

بعد فوزي في الانتخابات، وصلتني دعوات من فروع الاتحاد النسائي والنقابات وبعض الاحزاب والشخصيات – وقدكرموني تكريما عظيما – ومنحوني الاوسمة الذهبية التالية :

1.
ميدالية نقاباتعمال السودان .

2.
ميدالية العمدة سرور السافلاوي .

3.
ميدالية منالاتحاد النسائي السوفيتي .

4.
ميدالية من هيئة نساء حزب الشعب الديمقراطي .

5.
ميدالية اسرة السيد عمر خير الله .

6.
ميدالية اتحاد عمالالسودان بعطبرة.

7.
ميدالية اسرة السيد احمد رجب بعطبرة .

8.
ميداليةحزب الشعب الديمقراطي ببورتسودان .

9.
ميدالية نساء الاتحاد ببحري .

10.
ميدالية السودانيين بالولايات المتحدة ومعها سلسل للرقبة .

11.
ميدالية اسرة مستشفى عطبرة .

12.
ميدالية مدرسة بنات مدينة اروما .

13.
ميدالية اتحاد الشباب باروما .

14.
ميدالية اتحاد الشباب بعطبرة .

15.
ميدالية اتحاد الشباب بكسلا .

16.
ميدالية فرع الاتحاد النسائيبعطبرة .

17.
سيمافور ذهبي من عمال السيمافورات .

18.
ميدالية فرعالحزب الشيوعي بكسلا .

19.
ميدالية فرع الاتحاد النسائي بكسلا .

20.
هنالك اوسمة اخرى فقدت اوراقها .



-
هذا ومن اهم واعظمالاوسمة ، رسالة الناظر بابو نمر ، ناظر قبيلة المسيرية التي وجهها لي في مذكراته ،والتي ترجمها إلى اللغة الانجليزية ، السيد فرانسيس دينق والتي قال فيها :"قولوالفاطمة انا ساويت ليك النساء في قبيلتي بالرجال" ، وطبعا هي موجهة عبري للاتحادالنسائي .

-
وكذلك دعوة الناظر مادبو ، ناظر قبيلة الرزيقات لي عندما حضرإلى العاصمة في عام 1989 لاقابله ، وبالفعل قابلته ، وكان كذلك تعبيرا عن احترامهوتأييده للاتحاد النسائي ولي ، واقتناعه بدعوتنا للمساواة بين الجنسين ، وبنفسالقدر ، فان وسام العمدة سرور السافلاوي ، واقامته لحفل تكريم لي بمنزله العامر ،اكد تأييده لمساواة المرأة واحترامه للاتحاد النسائي ممثلا في شخصي ، وهذا فيمجموعه اكد ان الاتحاد النسائي قد سلك الطريق السليم لمساواة المرأة مما اقنع تلكالشخصيات الوطنية من اقاليم السودان ، هذا ولي الشرف ان اذكر الوسام العظيم الذيقلدنا له (الشفيع وشخصي) الرئيس عبد الناصر ، الا وهو علاقته القوية بنا ، والتيتجلت في اخطاره لنا بخططه من اجل تطوير الشعب المصري والشعب السوداني ، وطلب مناالمساهمة بخبراتنا في مجالي الحركة النقابية والحركة النسائية في مصر .

-
وايضا لي الشرف ان اذكر العلاقة القوية التي تربطني بالرئيس زين بن علي رئيسجمهورية تونس الشقيقة ، وقد قابلته لاول مرة في مؤتمر الحكومات الافريقية التحضيري، لمؤتمر المرأة العالمي ببجين ، فأشدت بخطابه وبموقفه من قضية المرأة ، وخصوصا انتعدد الزوجات ممنوع في تونس منذ عهد الرئيس بورقيبه ، وحتى الان ، ثم قابلته في قصرالرئاسة بتونس بدعوة منه ، عندما طلبت مقابلته ، فاستقبلني استقبالا حارا ، وكانالغرض من طلب المقابلة ان يكون على رأس اللجنة المقترحة لقيادة الحملة العالميةلتطبيق الخطة التي اقترحتها لتنفيذ اتفاقية الامم المتحدة الخاصة بمساواة المرأة "سيداو" فوافق مشكوراً ، ولكن بكل اسف قد اجهضت الخطة زميلاتي من الدول الغربيةالعضوات في لجنة قيادة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي ، ومنذ ذلك الحين ظلالرئيس زين العابدين بن علي يرسل لي سنويا ميدالية ذهبية ، وصندوقا مزخرفا ، مملؤاببلح تونس اللذيذ ، وزجاجات مليئة بزيت الزيتون النقي ، وكرتا بتوقيع سيادته – وهذاتشريف لي – بارك الله فيه .

-
هذا وبالرجوع لطوافي بعد فوزي بعضوية البرلمان، لا بد ان اذكر ما حدث لي بمدينة ملكال – فقد نظم لي فرع الاتحاد النسائي ليلةسياسية ناجحة ، تحدثت فيها عن مشكلة الجنوب والحرب ، والحل الديمقراطي لها ، وبعدان عدت لمنزل الرئيسة كتيره يس التي استضافتني ، خبط الباب في وقت متأخر – واتضحانه وفد من منظمة الانانيا (المتمردين ضد حكومة الشمال) فشكروني على خطابي الذيانصفهم ، ووجهوا لي الدعوة لمقابلة بعض قياداتهم في الغابة وزيارة قرية سكانية فيالغابة – فوافقت فورا – ومن جانبهم وعدوا بارسال عربة ، وبها قابلة جنوبية لتصحبنيوتقوم بالترجمة – فاعترض صاحب الدار وفي اليوم التالي اتصل بي مدير المديرية – وهومن الشمال – معترضا بحجة انهم متمردين وضد الحكومة – فذكرته بان مهمتي كنائبةبرلمانية ان استمع لمشاكل المواطنين وادافع عنهم – وفي اليوم التالي احضروا عربتينبهما مدافع لحراستي – ذهبت للغابة واستمعت لمظالمهم وزرت القرية – وما رأيته جعلنيابكي بكاءا حارا ، والتزمت لهم ان ادافع عن قضاياهم واطالب بحلها ، اما ما رأيته فيالقرية ، فقد جعلني ابكي بكاءا حارا البرد قارس والسكان عراة وكالهياكل العظميةوبخاصة الاطفال – ولهذا فانهم يسكنون في كهوف – فعاهدت الله ان اواصل نضالي من اجلانصافهم – وفي طريقنا للرجوع إلى المدينة – رأينا سكان القرية يجرون ويؤشرون لنا اننتوقف – واتضح ان "الكجور" شيخهم قادم لمقابلتي – وبالفعل جاء وشكرني – وطلب مني اناسمح له بمباركتي – وبالفعل تم ذلك .


زواجي من الشفيع احمد الشيخ :

تم زواجي من الشفيع عام 1966م وكنت عضوا بالبرلمان ، فقررنا تنفيذقرار الاتحاد النسائي بمحاربة غلاء المهور ، والصرف البذخي في حفل الزواج ، فكانمهري عشرة جنيهات فقط دفعت للماذون مقابل اجراء عقد الزواج ، ونسبة لكثرة المعارفوالاهل ، فقد قررنا توجيه الدعوة عن طريق الصحف والاذاعة – وعلى ان يقام الحفل فيميدان عام – وان نقدم للضيوف بلح فقط وماء بارد – فكان الحضور رهيبا ، وامتلأ ميدانالربيع حيث اقيم الحفل – وذلك لان سائقي البصات بشارع الاربعين القريب من منزلنا ،فقد وجهوا الدعوة للركاب ولهذا فقد حضر عدد كبير من المتسولين والباعة – فلمينتظروا حتى يقدم لهم البلح – بل هجموا عليه واختطفوه كله – فوقفت واعتذرت للحضور ،وعبرت عن سعادتي لان هؤلاء المساكين قد شرفوني وحصلوا على البلح في حفل زواجي .

ولد احمد في يوليو سنة 1969وتخرج من كلية الطب وتزوج من زميلته في الدراسةبكلية الطب سارة زروق والان له ثلاثة بنات وابن ، وهنا لا بد ان اذكر بالتقديروالشكر كل الذين ساهموا بهداياهم المادية والعينية ، وخاصة هؤلاء الذين تولوا مهمةالتحضير والاشراف واستقبال الضيوف ، والفنانين الذين ابهجوا الحضور بدون مقابلجزاهم الله عنا كل خير .

وهنا لا بد ان اذكر ما تعرض له ابني من هزات نفسية، بسبب هجوم رجال الامن علينا ليلا ونهارا ، وانتزاعه من حضني ، مما سبب لي الامانفسية ، وقلقا شديدا ، واصبحت بين نارين ، وخيارين احلاهما مر ، هل اتخلى عن مقاومةالحكم العسكري والقتلة الذين يتموه وابقى بجانبه ؟ ام اواصل مقاومتي ونضالي ضدهم مناجل ابناء الشعب السوداني ، لقد دفعت ثمنا غاليا ، كنت اقاوم بشراسة نهارا ، وابكيبكاءا حارا ليلا وسرا .



حكم نميري والانقسام وحقوقالمرأة:

بعد تسلمه السلطة في مايو سنة 1969 ذهبنا له كوفد من الاتحادالنسائي وطلبنا منه ان يواصل في حقوق المرأة التي حققها لها الاتحاد النسائيفوافق بشرط ان نؤيده – وبعد فترة طلب مني ، ان ارافقه ضمن وفده لزيارة الاتحادالسوفيتي فاعتذرت بحجة حرصي على استقلال الاتحاد النسائي ، هذا وبعد فترة كانالشفيع مسافرا لحضور مؤتمر في الخارج ، فاتصل به نميري وطلب منه ان يحضر له ،وبالفعل مر عليه في طريقه للمطار ثم سافر وفي نفس اليوم اتصلت بي زوجته ، ودعتنيلتناول الغداء معهم فذهبت لهم واثناء الاكل عرض علي نميري منصب وزيرة المرأةوالشئون الاجتماعية ، فاعتذرت عن قبول المنصب ، واقترحت عليه ان يوجه الدعوة للنساءليجتمعن وينتخبن وزيرتهن ، فما كان منه الا ان خبط المنضدة بيديه حتى طارت الصحون ،وصاح غاضبا :"انت وزوجك اتفقتما على اهانتي برفض عرضي لكما بتلك المناصب الكبيرةفأكدت له انني لم اقابل زوجي ، ولم يتحدث معي تليفونيا ، لان وقته كان ضيقا ،وميعاد قيام الطائرة قد حان – ثم انصرفت – وعلمت فيما بعد انه عرض على الشفيع منصبوزير العمل ، فاعتذر عن قبوله .

هذا وفي احتفالنا بعيد تأسيس الاتحاد ،ومهرجان اسبوع المراة والذي يبدأ عادة في 31 يناير من كل عام ويستمر لسبعة ايام ،دعونا نميري ووزراءه ، والسلك الدبلوماسي ورجال الاعلام ، فاعلن في خطابه انه لنيطبق حقوق المرأة لأنها مستوردة ، وفي خطابي الذي القيته بعده ، ذكرت له ان الحقوقلا تستورد وانما المستورد ملابسه ، وعليه فاننا نسحب تأييدنا له ، فانسحب من الجلسةومعه كل وزراءه ، وبعد ذلك بدات تظهر ارهاصات الانقسام في الاتحاد النسائي في بدايةالاستعداد للدورة الجديدة – وكان واضحا اهتمام القصر بها – ونزلت المنقسمات بقائمةمنفصلة ، وضعن اسمي على رأسها للتمويه والخداع – ففزت بمنصب الرئاسة بالاجماعوفازت قائمتنا كلها – ولم تفز أي واحدة من المنقسمات ، وفي ابريل سنة 1971 اعلننميري حل الاتحاد النسائي ، وكونت المنقسمات اتحاد نساء السودان التابع لحزب نميري "الاتحاد الاشتراكي" وفي ابريل سنة 1971 كنت مريضة وممنوعة من الحركة ، ولهذا بقيتبمنزل والدي بأم درمان اتصل بي احد موظفي وزارة الاعلام تليفونيا واخطرني ان صحفيةبريطانية تود مقابلتي في نفس اليوم لانها مسافرة في الغد ، فاعتذرت عن عدم مقابلتهالانني مريضة ، ولدهشتي جاءت الصحفية ومعها زوجة السفير البريطاني برغم اعتراضي علىحضورهما ، وبعد الاعتذار قدمت الصحفية السؤال عن سبب رفضي ورفض زوجي للمناصبالوزارية التي عرضها علينا نميري ، فاستغربت وقلت لها بغضب شديد : من الذي اخبركم ؟طبعا نميري ، ام جاء الاقتراح منكم ؟ لن ارد عليك وارجو ان لا تتدخلوا في شئونناالداخلية – فردت زوجة السفير بغضب شديد قائلة :"معاك حق لاننا ما قتلناكموانصرفتا .

المقاومة والعقاب:

اثناء تعذيب الشفيع في معسكرالشجرة باشراف الوزير المجرم ابو القاسم محمد ابراهيم اتصل احمد سليمان المحامي (صديق الشفيع سابقا ، وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي سابقا) وزوج صديقتي عضوقيادة الاتحاد النسائي سابقا ، اتصل باخوة الشفيع ، وطلب منهم ان يخطروني بان اذهبإلى الشجرة مع طفلي احمد ، لاطلب من نميري ان يوقف تعذيب الشفيع واعدامه ، وكانالغرض من ذلك واضحا ، ان احضر إلى معسكر الشجرة ، وينكلوا بي وبابنه امامه حتىينهار ، لان التعذيب لم يهده ، وقابله بشجاعة نادرة .

واتصل بي شقيقي صلاحونقل إلى اقتراح احمد سليمان فقلت له :"اتصلوا بالخائن احمد سليمان وقولوا له :"الشفيع لم يرتكب جرما ، ولم يعرف بالخيانة طوال حياته ، واخطروا الدكتاتور السفاحنميري ، بانني لن استجديه ، لو قطع الشفيع اربا امامي ، ولو قطعني اربا سابصق فيوجهه قبل ان يبدأ في تقطيعي- وخير للشفيع ان يموت وهو مرفوع الرأس ، من ان يعيش وهومنكس الرأس" ولكن كان قلبي يقطر دما – وبعد فترة قليلة ارسلوا عربة ضخمة مليئةبالجنود ومعهم ضابط – وما ان رأيتهم حتى ادركت انهم نفذوا جريمتهم – فأخذت اهتف ضدالقتلة المجرمين – فصوب احد الجنود بندقيته نحوي ، ولكن احد رفاقه نكس البندقية ،وقال له : الاوامر ان نعتقلها ، لا ان نقتلها – واخذوني إلى مركز الشرطة بأم درمانوكان رئيس الشرطة ينوي ارسالي إلى المستشفى ، لان حالتي كانت سيئة ، ولكن ابوالقاسم محمد ابراهيم ، وزير الداخلية آنذاك امر بارسالي اليه في وزارة الداخلية وتمذلك بالفعل – وكانت الشرطة في حالة استعداد تام – فأخذت اهتف : "يسقط القتلةالمجرمين" ثم اغمى علي ، وعندما عدت إلى رشدي ، لاحظت ان بعض الجنود كانت دموعهمسائلة ، وبعدها ارسلوني إلى مدير المديرية – فاخطرني بأنه تقرر حبسي بالمنزل لمدةعامين ونصف ، لا اخرج خلالها ، ولا يدخل علي سوى افراد اسرتي ، ونفس الشئ نفذ فينساء الشهداء ، فلما وصلنا منزل والدي بالعباسية ، وجدنا الشارع مكتظا بالناس ،والنساء يبكين بشدة فنزلت من عربة الشرطة ، ورفعت رأسي عاليا ، ووجهت التحيةللمحتشدين وطلبت منهم ان يكفوا عن البكاء لان الشفيع ورفاقه لم يموتوا وانما ماتنميري ورفاقه المجرمين ، وستظل اسماء الشهداء في سجل الوطن ابطالا ، وفي ضمائرابناء شعبهم خالدين ، واذا بعربة جيش صغيرة تأتي مسرعة من الاتجاه المعاكس ، وتخترقالحشود متجهة نحوي ، وانشل الجميع ، وبما فيهم رجال الجيش والشرطة ، من ناحيتي لماهتم ولم اتحرك وفجأة توقفت عربة الجيش على مسافة مني ، ونزل منها ضابط الجيش ،واتجه نحوي بخطوات عسكرية ، ورافعا كفه بالتحية العسكرية ، إلى ان وقف امامي ، وادىالتحية العسكرية ، ثم رجع نحو عربته بنفس الخطوات ويده لا زالت مرفوعة بالتحيةالعسكرية ، وقادها بسرعة رهيبة ، ومن هول المفاجأة لم يفكر ضباط وجنود الجيشوالشرطة في تسجيل رقم سيارته ، هذا وبعد انتهاء فترة الحبس الشرعي تنكرت وخرجت برغموجود الحراس ، وزرت قبر الشفيع ، وبعد التلاوة والترحم عاهدته على ثلاثة قضايا :

1.
ان لا يدخل علي رجل بعده .

2.
ان اربي احمد تربية تشرفه وهو فيقبره .

3.
ان اسير في نفس درب النضال من اجل الفقراء والمضطهدين ، حتى ولوادى بي إلى نفس مصيره – ولقد اوفيت بكل ذلك ولا زلت .

هذا وبعد انتهاء فترةالاعتقال ، نظمنا تجمعا امام القصر من ارامل الشهداء واطفالهم ، لتقديم مذكرةللسفاح نميري – طالبناه فيها بكشف الجرائم التي ارتكبها الشهداء وادت إلى اعدامهمفواجهنا بقوات الشرطة – فرفضنا تسليم المذكرة لمندوب القصر – وطالبنا باحضار قاضيلاستلامها وبالفعل تم ذلك – وبعدها ذهبت مباشرة للمحكمة العليا ، وبدون معاد مسبقدخلت على قاضي القضاة بدون اذن وسلمته مذكرة طالبت فيها بمحاكمة السفاح نميريوالمجرم ابو القاسم محمد ابراهيم لتعذيبهم للشفيع واعدامه بدون وجه حق – فاندهشقاضي القضاة – وبعد الحاحي طلب مني تسجيلها في مكتب ادارة المحكمة – وبالفعل تم ذلكواقترحت على ارامل الشهداء ان يفعلن بالمثل – وفي لحظة وصولوي إلى منزلنا ، هجمعلي رجال الامن ، واخذوني وطفلي احمد يصرخ ، إلى حراسه بمنطقة اللاماب بحر ابيض ،وهي ضيقة المساحة ، وبها زنزانتين فيهما قتله ، والبقية لصوص ومدمني مخدرات ، وكلهمرجال ، ومعهم رجل شرطة في نفس الغرفة ، تنازل لي من كرسيه ، وعندما دخلت ارتدواملابسهم ووقفوا جميعا ، وخلال الثلاثة ايام التي قضيتها معهم ، لم يرفعوا رءوسهم ،ولا عيونهم من اتجاه الارض ، ولم يتحدثوا على الاطلاق ، واضربوا عن الطعام لاننيرفضته ، لانه سيئ للغاية ، وفي اليوم الثالث شعرت بانني سادخل في غيبوبة ، فطلبت منالشرطي ان يخبر الضابط ان يحضر لي قاضي قبل ان يغمى علي ، وبالفعل جاء القاضي وثارثورة شديدة ، لاعتقال امرأة مع رجال مجرمين ، وامر باحضار الطبيب ، وجاء الطبيبوقرر نقلي إلى المستشفى ، فوقفت وانا اترنح ، وقلت للقاضي : هؤلاء ليس مجرمين – ليسهناك طفل يولد وهو مجرم – المجرم الحقيقي هم الحكام وعلى رأسهم نميري ، الذين لميوفروا لهم العمل الشريف ، وسد احتياجاتهم ، لقد كانوا في منتهى الادب والتأثر ،فوقفوا جميعا ، وشددت على ايديهم واحدا تلو الاخر حتى الذين في الزنزانات ، ثم اغمىعلي ، فنقلت إلى المستشفى .


المحكمة العسكرية:

تحصلت علىتأشيرة خروج للسفر إلى لندن للعلاج ، وقبل سفري علمت ان رجال الامن انزلوا اسرةبابكر النور من الطائرة ، فاتصلت بالسيد رئيس الامن ، واخبرته بما حدث لاسرة بابكرالنور ، وطلبت منه ان يخبرني اذا كان في نيتهم تطبيق نفس المعاملة معي ، لالغيالسفر ، لانني لن اسكت وسأهاجم النظام في المطار ، فأكد لي ان ما حدث لاسرة بابكرالنور ، حدث من قسم اخر من الامن ، وهم لم يمنعوني طالما منحوني الاذن ، فذهبتللمطار ومعي طفلي احمد واذا باثنين من رجال الامن ، يعترضان طريقي إلى الطائرةويأخذان جوازي فما كان مني الا ان وقفت وسط المطار ، وكان المطار مزدحما بالمسافرينوالقادمين ، وحكيت لهم باعلى صوتي عن جرائم نميري وسرقته وسرقة شقيقه للاموالالعامة ، فجاءني شرطي ضعيف جدا ، وابلغني بادب ، والم ظاهر ، بانه سيلقي القبض عليفقلت له :"نفذ الاوامر وانا لا الومك ، لان هذا عملك ، ولكني اقول لك ولكل هذاالجمهور ، انني افعل كل ذلك ، وادخل السجون من اجلكم ، لنوفر لكم العمل الشريفولنقضي على الفقر والامية والمرض والعطالة ، ولهذه الاهداف اعدم الشفيع ورفاقه – ثموجهت له الحديث وقلت له :"انت رجل بوليس عملك يتطلب ان تكون قويا ولكن اذهب وانظرفي المرآة انت ضعيف كالهيكل العظمي وفاقد سوائل – فنقلوني للحراسة – وفي الصبحالباكر اعلن نميري بكل وسائل الاعلام ، انه سيقدمني إلى محكمة طوارئ عسكرية للحكمعلي بالسجن مدى الحياة – أي انه نطق بالحكم قبل تشكيل المحكمة – وفي اليوم التالياخذوني إلى المحكمة – فلم استطع الدخول لان الجماهير تجمعت وانفجرت الجماهيربالهتاف عندما وصلتني ابنة اختي ، مريم العاقب وهي تحمل ابني احمد الذي قفز إلىصدري – واجلت الجلسة إلى اليوم التالي – وزاد عدد المتجمهرين – وامتلأت القاعةبالحضور – ورأس الجلسة القاضي ومعه ممثلين ، واحد من القوات المسلحة والاخر منالشرطة – وكان يجلس بجانبي نقيب المحامين ليساعدني في الدفاع عن نفسي – هذا وقبلالنطق بالحكم ، اتصلت هيئة المحكمة بالسفاح نميري واخطروه بأن اصدار أي حكم ضدهاسيؤدي إلى انفجار جماهيري – فقرر ان يطوف بنفسه بطائرة "هيلوكبتر" ليرى المحتشدينوبالفعل رأى الجمهور ، ووافق على اطلاق سراحي .

الحب العظيم ، ونحنوالردى:

عندما قدمني نميري لمحكمة الطوارئ العسكرية ، كان شقيقي صلاحرحمه الله ، سفيرا بالجزائر – فلما سمع بالامر ، طلب من كل اعضاء السفارة انينصرفوا ، وعقد مؤتمرا صحفيا بالسفارة ، دعى له رجال السلك الدبلوماسي والاعلام كشففيه جرائم نميري وسرقاته وسرقات شقيقه للمال العام ثم غادر إلى باريس ، بدون انيقدم استقالته وهناك سكن في غرفة ضيقه ثم نظم قصيدة الحب العظيم ، التي جاء فيها :-



ما قيمة الدنيا اذا بعنا المدارك بالخوان
ما قيمة الدنيا اذااغفى الكريم على هوان
ما قيمة الدنيا اذا ....
كلماته وبنفس نفسالعنفوان
ورأيت في عيني زادي كله
كف تلوح لي وتمسك احمدا
كف بها رفعتمهيرة كفها فوق الرجال تقول .. زحفا للعدا



ماتت امي في شهر يونيوسنة 1971 وقبل ان تكمل الاربعين يوما ، اعدم الشفيع – فنظم صلاح قصيدة رثاء بعنوان "نحن والردى" جاء فيها :-


يا منايا حومي حول الحمى واستعرضيناواصطفي
كل سمح النفس ، بسام العشيات الوفي


إلى انيقول:-

وامان الله منا يا منايا
كلما اشتقت لميمون المحيا ذيالبشائر
شرفي ....
تجدينا مثلا في الناس سائر
نقهر الموت حياةومصائر

وارسلها لي من باريس لاعلق عليها فلما قرأتها شعرت بانقباض شديد ،ولما اتصل بي ، ليسألني عنها وعن رأيي فيها ، اخبرته بما انتابني من حزن وتشاؤمفضحك وسخر مني وبعد ذلك تتالت علينا الاحزان – فقد ترملت شقيقتي التومة ، وانا فيالحبس الشرعي ، والاعتقال العسكري بواسطة نميري – ثم ترملت شقيقتي نفيسة بعدهاوانضمت الينا في الحبس ، ثم توفيت شقيقتي نفيسة والتومة وصلاح ، وآخرون من الاسرة ،وبالتأكيد هذا حدث بمحض الصدفة ، ولا علاقة له بالقصيدة – انها الاجال المحددة .


نظام الترابي – البشير العسكري:

لقد تم تعطيل الاتحادالنسائي ضمن الاحزاب والمنظمات الديمقراطية ، كما هي عادة الانظمة العسكرية – وبناءعلى التصريح الذي ادلى به الرئيس عمر البشير ، بأنه يفتح الباب للمواطنين لينتقدواسياسته – فجهزنا مذكرة من الاتحاد النسائي ، انتقدنا فيها سياسته واخذتها للقصروسلمتها لسكرتاريته – وفي اليوم التالي تم اعتقالي في غرفة بجهاز الامن مع مجموعةمن النساء والرجال – في تلك الفترة كان مقررا سفري إلى لندن لاجراء عملية – فتدخلتمنظمة العفو الدولية ، وتم اطلاق سراحي – وفي شهر نوفمبر سنة 1990 ، وصلت إلى لندنواجريت لي العمليات ، وكنت انوي الرجوع – لكن اسرتي قررت عدم رجوعي ، على اعتبارانني لن اسكت وساتعرض للاذى – فبقيت بلندن مجبرة وما اقسى الغربة الجبرية .

سجل الاتحاد النسائي عضويته في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في عام 1953 حينما وجهت لي الدعوة لزيارته في مقره ببرلين الشرقية ، التي انتقل اليها منباريس – واصبح الاتحاد النسائي السوداني عضوا في لجنته التنفيذية – هذا والجديربالذكر ان الاتحاد النسائي العالمي ، اكبر تنظيم نسائي في العالم ، يضم 146 منظمةنسائية من 121 قطرا وله صفة استشارية في الامم المتحدة .

عقد الاتحادالنسائي العالمي مؤتمره الدوري العام في ابريل عام 1991 بمدينة مانشستر بالمملكةالمتحدة تم ترشيحي للرئاسة بواسطة الوفود العربية والافريقية – ففزت بمنصب الرئاسةوتلك اول مرة في تاريخه ، تتولى رئاسته امرأة من العالم الثالث ، والاخيرة حتىالان – وتلك كانت اغنى فترة من فترات نشاطي واكتشفت ان معظم المنظمات مجرد منظماتفوقية ، تم ترشيحي بواسطة مكتب الاتحاد العالمي التنفيذي لجائزة الامم المتحدةلحقوق الإنسان على اعتبار انني اول امرأة من العالم الثالث تفوز برئاسة الاتحادالنسائي العالمي فاعترضت على اساس انني لم اصل إلى ذلك المنصب لولا نضال الاتحادالنسائي السوداني قيادة وقاعدة – وعليه يجب ان تمنح للاتحاد النسائي السودانيفاعترضت المندوبة الفرنسية بحجة ان اتحادها اولى لانه اسس الاتحاد العالمي – واخيراتم الاتفاق ان يوضع اسم الاتحاد النسائي السوداني بجانب اسمي ، وتسلمت الجائزة منالامين العام للامم المتحدة آنذاك ، السيد بطرس غالي في قاعة الجمعية العموميةللامم المتحدة ، وبحضور ممثلي كل الحكومات الاعضاء في الامم المتحدة – وهكذا اصبحالاتحاد النسائي ، اول تنظيم نسائي في العالم كله ، ينال جائزة الامم المتحدة لحقوقالإنسان ، والاخير حتى الان – لان ما حققه للمراة السودانية لم يتحقق في أي بلد اخروبما فيها البلدان الغربية .

هذا وما المني حقا ، ان نفس اعضاء مكتبالاتحاد النسائي العالمي ، لم يدعمنني لتنفيذ خطتي المقترحة ، لتحقيق مساواة المرأةعلى نطاق العالم ، بالعمل على تطبيق اتفاقية الامم المتحدة ، الخاصة بمساواة المرأة، لقد كان واضحا من كل تصرفاتهن ، انهن لم يتقبلن ان تفوز عليهم امرأة من العالمالثالث ، وتقود الاتحاد النسائي العالمي ، الذي كونته تنظيماتهن ، هذا مع انهنديمقراطيات ويساريات ولكنها طبيعة البشر .

نشاطي بلندن:

لقدكونت مع مجموعة كبيرة من الجنسين من مختلف الانتماءات الحزبية "اللجنة السودانيةللتصدي لانتهاكات حقوق النساء والشباب والطلاب" عندما بلغنا نبأ جلد طالبات كليةالاحفاد لانهن غير محجبات ، ونبأ اختطاف الشباب والطلاب من الجامعات والشوارع ،وارسالهم إلى مناطق الحرب ، وماتبع ذلك من مسرحية عرس الشهيد ، التي ادعى فيها د. الترابي ان الذين يقتلون في الحرب ضد الجنوبيين سيرفعون إلى الملأ الاعلى ، وسيعقدقرانهم على بنات الحور ، وظللنا نسير المواكب إلى مقر رئيس الوزراء والى ممثل الاممالمتحدة ببريطانيا ونقدم لهم المذكرات حول انتهاكات حقوق الإنسان ، وحول الحرب ،وحول ما تتعرض له النساء .

تكون فرع الاتحاد النسائي بلندن ، واحتفلناباليوبيل الذهبي للاتحاد النسائي وكان حدثا عظيما بلندن .

انشأنا مركزالتأهيل وتدريب القيادات الشابه وانضم اليه حوالي مائة وخمسون شابه وشاب ووضعنابرنامج دراسات ، اشتمل على محاضرات من مختصين في كل ما يتعلق بالسودان ابتداءا منتاريخه وفتحنا الباب لاسرهم لحضور كل المحاضرات والانشطة ليستفيدوا ويتأكدوا منانني لا ارمى إلى التأثير عليهم سياسيا وكونا فرقة كورال وطني من الشباب الموهبينفنيا ، واعددنا معرضا ، يعكس منتجات وازياء الاربعة اقاليم بالسودان ، والغرض اننعرف الشباب بكل ما يتعلق بوطنهم ومشاكله ونغرس بداخلهم الرغبة في الرجوع للوطن متىتوفرت الفرصة ، ومن ضمن البرنامج ايضا اصدار نشرة دورية لتدريبهم على الكتابة .

في فترة وجودي بلندن دعيت لمؤتمرات اقليمية ومحلية وعالمية عامة ونسائيةاخرى ، وتمكنت من حضور اغلبها بكل من القاهرة ، بلجيكا ، السويد ، سوريا ، نيروبي ،هولندا ، السنغال ، بيروت ، المغرب ، امريكا ، البرازيل ، الجزائر ، اليمن ،اثيوبيا ، اريرتريا ، ايرلندا ، تونس ، المانيا ، كوريا ، الكويت ، هذا وتم تنظيماجتماع لي ، مع النائبات بالبرلمان الاوربي .

هذا واما احدى رحلاتي إلىالمغرب ، فانها تستحق التسجيل بعد انتهاء المؤتمر الذي دعيت للاشتراك فيه بمدينةالرباط وجه لى لفيف من الطلاب السودانيين بجامعة الرباط الدعوة لتقديم محاضرة عنالسودان بالجامعة وكانت القاعة ضخمة ومليئة بالحضور وكان واضحا ان اغلبهم منالاحزاب الاسلامية ، ومن ضمنهم بعض السودانيين ، وفي مقابل المنصة كان يجلس رجل ضخم، ذو لحية طويلة وبدأت الحديث عن قضية المرأة واوضحت رأي الاسلام فيها ، وفي تعددالزوجات وقدمت الايات الشريفة التي تدعم وجهة نظري فاذا بالرجل الضخم يهجم عليويخنقني بكلتا يديه ، حتى جحظت عيناي ، وتطايرت منها الدموع ، وانشلت القاعة وانشلال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المناضلة الدكتورة / فاطمة أحمد محمد إبراهيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إبراهيم أحمد
» الشاعر محمد أحمد محمد سوركتي
» لمناضلة الدكتورة / محاسن محمد عبد العال
» الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم - عضو المجلس الدولي للارشيف
» الراحل محمد خيري أحمد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات معتصم أقداوي للثقافة والتراث النوبي :: الـمــنـتـديـات الـنـوبـيـة :: منتدي نجوم في سماء النوبة-
انتقل الى: