إكتشاف مسجد أثري بالشمالية

إكتشاف مسجد أثري بالشمالية
غفر الله ليزيد" تكشف عن أقدم مساجد إفريقيا
المختصر / الخرطوم- اكتشف مسجد أثري شمالي السودان يعتقد أنه من أوائل المساجد التي شيدت في إفريقيا، وهو ما قد يلفت نظر العالم تجاه التاريخ الإسلامي في هذا البلد.
وفي تصريحات لـ"إسلام أون.نت" قال د. حسن الشايقي: إنه "قبل بضعة أشهر ذهب مدرس من منطقة ناوا شمال السودان إلى الخرطوم لحضور حفل زفاف هناك، فسمع عن مسجد قديم في المنطقة، فذهب والتقط له صورا وكتب عنه في الصحف".
وأضاف قائلا: "لقد اتصلت به، وبعد ذلك توجهت إلى ناوا لرؤية المسجد بنفسي".
وشاهد د. الشايقي الكاتب المتخصص في تاريخ الصحابة والتابعين الإفريقيين، حجر الأساس للمسجد منحوت عليه بالعربية عبارة: "غفر الله ليزيد بن أبي حبيب".
ونالت قصة يزيد التابعي النوبي الذي عاش في مصر في القرن الثاني الهجري اهتمام أساتذة الدراسات الإسلامية على مدار أكثر من عشر سنوات.
وقال د. الشايقي: "كنت أعمل على إعداد الماجستير عن الصحابة في البلاد الإفريقية، وعندما اكتشفت قصة التابعي يزيد في شمال السودان، اتخذته موضوعا للدكتوراه، ونشرتها فيما بعد في كتاب".
وأوضح أستاذ التاريخ أن "يزيد كان ابنا لأحد أسرى الحرب من دنقلا شمالي السودان، وتم إرساله لمصر.
وترعرع يزيد في منطقة حي الفسطاط (القاهرة القديمة) وكان آنذاك عبدا، لكنه نال حريته بعد عدة سنوات لتفوقه في دراسة العلوم الإسلامية، خاصة علم الحديث.
"وعاش يزيد - يضيف د. الشايقي - جزءا من حياته في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز الذي عينه مفتيا لمصر".
وجمع التابعي ما يقرب من 500 حديث، بعدما أمر الخليفة علماء الحديث بتجميع وتوثيق أحاديث الرسول صلى الله عيه وسلم.
وأشار د. الشايقي أيضا إلى أن الليث بن سعد، العالم المصري المعروف، والبخاري ومسلم كانوا من تلاميذ التابعي يزيد بن أبي حبيب.
ووجد د. الشايقي خلال زيارته لموقع المسجد تشابها لافتا مع مسجد تاريخي آخر يقع في دنقلا.
وقال الشايقي إنه "يبدو من أسلوب بناء المسجد، أنه يشبه مسجد عبد الله بن أبي سرح في دنقلا".
وكان ابن أبي سرح، زعيما للمسلمين الذين حاولوا غزو النوبة التي تعتبر اليوم (شمال ووسط السودان وجنوب مصر)، وذلك خلال القرن الثامن الميلادي، ولقي مقاومة شرسة من النوبيين ووقع اتفاقا في نهاية المطاف.
ويعرف الاتفاق الذي تم توقيعه باسم "باقت"، وبموجبه تشكلت العلاقات بين مصر والنوبة لستة قرون، كما سُمح ببناء المسجد في دنقلا ليكون عاصمة للمسافرين المسلمين.
من جهته اشتكى د. حسن حسين من المؤسسة الوطنية للأعمال الفنية والمتاحف من أن المعالم التاريخية الإسلامية في السودان لم تتلق اهتماما كافيا.
وقال د. حسين: إن "المعالم التاريخية الإسلامية في السودان لم تتلق اهتماما كافيا.. آمل أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى فتح الأبواب لمزيد من البحث والدعم".
ومتفقا معه يعتقد د. الشايقي أن اكتشاف المسجد سوف يغير من الفهم العام حول التاريخ الإسلامي للنوبة.
ولفت الشايقي إلى أن "الكشف عن المسجد قد يشير إلى أن يزيد بن معاوية والنوبيين الآخريين في مصر عادوا الى أراضي أجدادهم كي ينشروا الإسلام بين أقاربهم".
المصدر: إسلام أون لاينمنقول من موقع المختصر السعودي.